وقد تتبعث في بعض التراجم التي يذكرون عندها أن صاحبها (سني صلب المعتقد)!! فأجد فيها نصبا في الغالب والموضوع يحتاج لبحث.
الملحوظة الخامسة والخمسون:
ذكر ص27 أن معاوية أحد كتاب الوحي وهذا غير صحيح فلم يثبت أنه كتب الوحي قط، أما كونه كان كاتبا من كتاب النبي (ص) في فترة وجيزة فهذا صحيح.
وكتابة الوحي لا تعصم صاحبها من الكبائر ولا من الذم فقد ارتد اثنان من كتبة الوحي أحدهما عبد الله بن سعد بن أبي السرح وأمره مشهور والآخر مذكور في صحيح مسلم وأن الأرض لفظته، فكاتبة الوحي مهمة عادية جدا ولذلك معظم الكتاب ليس لهم كبير ذكر وعددهم (35) كاتبا، لكن المختصين بكاتبة الوحي هم زيد بن ثابت وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وأخصهم علي فهو كاتب وحي من العهد المكي، لكن النواصب لا يذكرون هذه الميزة! ويجعلونها لمعاوية الذي كتب ثلاث رسائل لزعماء قبائل في ثلاثة أشهر! (راجع الوثائق السياسية للعهد النبوي).
فهل هذه الرسائل الثلاث تكون مبررا ليرتكب معاوية كل مظلمة؟!
هذا مالا يقره عاقل.
ثم معاوية -على قلة كتابته- يسيء في هذا العمل وينشغل على الاستجابة للنبي (ص) ويتعذر عنه بالأكل، حتى قال عنه النبي (ص) (لا أشبع الله بطنه).
وقد دندن النواصب حول هذا وقلبوه إلى منقبة!!
وكأن التأخر عن الاستجابة للنبي (ص) فضيلة!!
وهكذا فالتعصب يعمي ويصم.
الملحوظة السادسة والخمسون:
أما قول الأخ سليمان (لا خلاف بين أحد من أهل العلم في كون معاوية أحد كتاب الوحي)!.
أقول: هذا غير صحيح، وذكر بعض أهل العلم لذلك لا يجدي لأنه لم يثبت بإسناد، ثم لا خلاف بين أهل العلم ثم أيضا أن كتابة الوحي لا تعصم من الظلم ولا سوء السيرة ولا النفاق ولا الردة، ثم من ذم معاوية لا يذمه بكتابة الوحي -إن صح- وإنما يذمه بالبغي وارتكاب الكبائر.
الملحوظة السابعة والخمسون:
Shafi 50