وأمر عمرو بن العاص محير فهو من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا في آخر عمره، وأمره إلى الله ونرى السكوت عن مثله ممن أثرت عنهم توبة وندم.
أما معاوية فأمره واضح وهو باغ بلا ريب مرتكب لعظائم وقد ذمه كبار لكننا لا نحكم عليه بجنة ولا نار ولا يهمنا أمر آخرته فهو إلى ربه، لكن يهمنا ما أحدثه في الأمة من مظالم وآثار سيئة أصبحت سنة متبعة في العصور المفضلة عصور العلم والتدوين، والكلام فيه يطول.
لكن نقد معاوية من بعض الباحثين أو العلماء ليس غضبا إلا إذا كان ذم عبد الله بن أبي ومسيلمة الكذاب وقاتل عمار غضبا!! فالأمر بحث وأدلة وليس عداوة أو خصومة ولا بيننا وبين خصوم معاوية نسب ولا قرابة.
بل كانت قبيلتنا (خولان) مع معاوية وفئته الباغية، فلو كنا غاضبين ومتعصبين بالباطل لتعصبنا لقبيلتنا ومواقفها في تلك الأيام.
لكننا نحمد الله أن عرفنا الحق وأحببنا أهله، وعرفنا الباطل وأبغضنا أهله، وهذا لب الولاء والبراء الذي ننادي به كل يوم في مدارسنا ومنابرنا ودفاترنا.
الملحوظة السادسة والأربعون:
ثم ذكر الأخ سليمان ص26 أن ذلك الشخص (الغاضب على معاوية وعمرو بن العاص وابن الزبير) امتطى الدفاع عن أهل البيت!!
أقول: سبق الجواب، مع أن الدفاع عن أهل البيت ليس عيبا ولا محرما، لكننا لا نغلو فيهم ونؤمن بأنهم بشر يصيبون ويخطئون لا نعتقد فيهم عصمة ولا وصية ولا نقدسهم، لكننا نعرف أنهم ظلموا ووجدوا في سبيل إنكار المنكر المصائب والبلايا والتقتيل والتشريد.
فنحن نتعاطف مع المظلومين حتى لو كانوا كفارا فكيف لا نتعاطف مع المظلومين من أهل بيت النبي (ص) ومن ذريته؟! والدفاع عن أهل البيت أشرف من الدفاع عن معاوية ويزيد وأمثالهم من الظلمة.
الملحوظة السابعة والأربعون:
ثم قال ص26 عن ذلك (الغاضب من معاوية)! محتميا بشبه كسراب بقيعة نعوذ بالله من الزيغ بعد الهدى!!.
أقول: هذه من عباراتهم التي يخيفون بها العوام.
Shafi 45