وضابط الإحسان هو صلاح السيرة والاستقامة وبهذا يخرج من التفاضل والوعد بالجنة من لم يحسن السيرة فهذا تفصيل يزيل الخلط في هذه المسائل، والخلط في هذه الأمور هو الذي سبب لنا الخلل الكبير في إعطائنا الرؤية التعميمية، التي خلطنا بها الطلقاء مع السابقين، فلا بد من وضع الأمور في مواضعها الصحيحة ومن نتائج هذا الخلط أو التعميم أن من تكلم في الوليد عقبة أو أبي الأعور السلمي أو الأشعث بن قيس أو معاوية بن أبي سفيان ونحوهم جاءه بعض الناس بمثل هذه الآيات التي ينزلونها في غير ما أنزلت فيه، وهذا من سوء تفسير كلام الله تعالى، وبسبب هذا الخلط بدع (بضم الباء وكسر الدال مع تشديدها) كثير من علماء المسلمين الذين كانوا يذمون بعض أعمال من وصفوا بالصحبة وليسوا صحابة على الحقيقة كالوليد ومعاوية وبسر والحكم وغيرهم!! فأولئك المبدعين (بفتح الدال) كانوا مظلومين بسبب قلة تدبر خصومهم لآيات القرآن الكريم أو بسبب تعصب خصومهم المذهبي!!. ومثلما نجيز لأنفسنا أن نجعل من علامة الرافضي أن يطلق على أهل السنة (النبوية) نواصب، فمن العدل أن نقرر أن من علامات الناصبي أيضا أن يطلق على السنة (النبوية) روافض أو شيعة، فلا بد من بحث المصطلحات جيدا قبل إطلاقها حتى لا نظلم أحدا ولا يظلمنا أحد.
وقوله تعالى: (من بعد) مثل قوله تعالى في الآية السابقة (من بعدهم) فالبعدية في هذه الآية والآية السابقة يجب ألا نتناقض فيها أو نفرق في تفسير (البعدية) في الآيتين فالبعدية في الآيتين إما:
1. أن يكون المراد بها من أسلم بعد فتح الرضوان إلى فتح مكة.
2. أو أن يكون المراد من أسلم بعد الرضوان إلى وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
3. أو أن يكون المراد بها من أسلم بعد فتح مكة إلى وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
4. أو أن يكون المراد بها من أسلم بعد الرضوان إلى اليوم.
Shafi 32