Tare da Larabawa: A Tarihi da Al'ada
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Nau'ikan
فقالوا: نؤمن.
وأقبل العيد الذي يعيده الثموديون، فحملوا أصنامهم وخرجوا بها، ولحق بهم صالح، ودعا الثموديون أصنامهم أحر الدعاء، والتفت جندع إلى صالح فقال له: لقد دعونا أصنامنا فادع أنت ربك، وانظر إلى هذه الهضبة الصخرية المنحازة عن الجبل، فاجعلها تلد ناقة.
فراح صالح يبتهل إلى ربه، وإذا بالقوم يشهدون عجبا: فقد تحركت الهضبة، وتمخضت صخرتها فانشقت عن ناقة عظيمة ما لبثت أن ولدت سقبا عظيما.
فقال جندع سيد ثمود: أما أنا فقد آمنت! وآمن جملة من القوم، ولكن ثلاثة يقال لهم: ذؤاب والخباب ورياب، أبو أن يصدقوا صالحا، وكانوا هم أصحاب الأصنام الثمودية ينتفعون بها، فصاح صائحهم: أمن أجل ناقة خرجت من هضبة تنكرون آلهتكم؟ بئس القوم أنتم لا يقر لكم دين!
وانجلى الأمر على فريق آمن بالجديد، وفريق أصر على القديم.
وقال صالح: هذه الناقة لا بد لها من ماء كثير، وأنتم في مكان ماؤه نزر يسير، فاجعلوا البئر يوما لها، ويوما لكم، ثم احلبوا من الناقة ما شئتم، فإن درها لغزير.
وتلاحقت الأيام والناقة ترد البئر التي أصبحت تسمى باسمها، فتشرب ماءها يوما حتى لا تبقي فيها قطرة، وتترك الماء لأهل ثمود في اليوم التالي، وأقام الثموديون يحلبون الناقة فيملئون آنيتهم ويغتذون.
وكأنها كانت ناقة الفقراء خاصة، فما لبث بعض الثموديين، من أصحاب المواشي، أن برموا بها، وقديما ضاق الأغنياء برزق الفقراء.
قال أصحاب المواشي: إن هذه الناقة الهائلة لتفرغ بئرنا يوما من يومين، ولتنزل الوادي في القيظ فتحتل الظل وتذعر مواشينا إلى مسقط الشمس في رأس الجبل ، ثم إنها لترعى العشب والشجر، فلا تكاد تترك لمواشينا ما تقتات به.
وعقدوا النية على قتلها، ودبت الحماسة، أول ما دبت، في النساء.
Shafi da ba'a sani ba