Tare da Larabawa: A Tarihi da Al'ada
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Nau'ikan
ومأرب قد نطقت بالرخام
وفي سقفها الذهب الأحمر
أما الرخام، وأما الذهب الأحمر، فلم يبق لنا منهما إلا الشعر، غير أن صفحة المدينة المجيدة لم تنطمس كلها انطماسا. ويظهر أن السبئيين لم ينصرفوا إلى الاهتمام بالتجارة وحدها فأعزوا الزراعة، ولا زراعة بلا علم.
إن لكل شيء عظيم جنوده المجهولين، وللهندسة أيضا جنودها الذين ليس لدينا ما يفرض وجودهم إلا آثارهم.
فهل لنا أن نعرف المهندسين الذين وقفوا يوما، في اليمن، على هضبتي بلقا وبنوا، فرأوا المضيق العميق بين الهضبتين يمتد نحوا من مائة وخمسين ذراعا في العرض، ورأوا مياه الشتاء تتوافد عليه فتندفع خلاله قوية سخية زاخرة، حتى تضيع وتضمحل في السهول أمامه؟
وهكذا بدر لهم خاطر غير نظم الشعر، فأنشئوا سدا عظيما حول أرضا عظيمة جنات.
لقد كان هذا السد حقيقة أسطورية، أو أسطورة حقيقية، اتصلت بها أساطير من النوع الآخر الذي يعبث بالعقل ويعبث به العقل.
وأوقع الرواة فتنة حول بنائه، ففريق زعم أن بانيه لقمان بن عاد، وفريق زعم أن الباني بلقيس. وطبيعي أن لا يكون لمثل هذا السد بان واحد، على أن النقوش تجعل منشئه ملكا سبئيا اسمه «يثئي أمارا باين» بدأ المشروع من قبله أبوه.
ولكن فلندع السد الآن يروي الزرع ويملأ الضرع ريثما نعود إليه في فصل آخر.
ولنلتفت إلى بلقيس.
Shafi da ba'a sani ba