الدبر: الجبل بلغة أهل اليمن، وفي رواية: ما أحب أن لي دبرا ذهبا، وفي رواية: دبرا من ذهب.
وقوله: إن تناخرتم، النخير، صوت يخرج من الأنف يعني: وإن تصايحتم وأنكرتم ما قلت.
والسيوم: الآمنون بلغتهم.
وفي رواية: وإنكم جئتم بدين مقتضب بدل قوله: مبتدع ومعناه قريب من معناه.
وقوله: حتى أخضلوا مصاحفهم أي بلوا بدموعهم، وأخضلت لحيته أي ابتلت، والأساقفة جمع الأسقف وهم أحبارهم وعلماؤهم.
وقوله: ليخرج من مشكاة واحدة، أي أن القرآن موافق للتوراة، والتوراة توافق القرآن، وهما جميعا من عند الله.
وقوله: وكان أبقى الرجلين، أي أكثر إبقاء على المسلمين، ورواه بعضهم أتقى الرجلين من قولهم: اتقيت.
قال أصحاب الأخبار:
نزا رجل من الأحبوش ينازع النجاشي في ملكه إذ كان المسلمون عنده فخافوه أن يظهر على النجاشي ولا يعرف من حقهم ما كان يعرف النجاشي فسار إليه النجاشي وبينهما عرض النيل، فقال المسلمون: من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر، فقال الزبير: أنا، وكان من أحدث القوم سنا، فعبر النيل وحضر ملتقى القوم، ودعا المسلمون بالظفر للنجاشي، فبينا هم على ذلك إذ طلع الزبير يسعى ويليح ثوبه يبشر أصحابه بظهور النجاشي على عدوه.
Shafi 158