قالوا: وكان عبد الرحمن بن عوف صديقا لأمية بن خلف بمكة، وكان اسم عبد الرحمن في الجاهلية عبد عمرو، فكان يقول له أمية بن خلف بمكة: أرغبت عن اسم سماك به أبوك؟ فيقول: نعم، فيقول أمية: فإني لا أعرف الرحمن فاجعل بيني وبينك شيئا أدعوك به، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول، وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف.
قال له عبد الرحمن: يا أبا علي قل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله، فكان يسميه بمكة عبد الإله، فمر به عبد الرحمن بن عوف في المعركة وهو واقف معه ابنه ومع عبد الرحمن أدرع يحملها، فلما رآه أمية بن خلف قال: يا عبد عمرو! فلم يجبه عبد الرحمن، قال: يا عبد الإله، فقال: نعم، فقال: أنا خير لك من هذه الأدرع التي معك، فقال عبد الرحمن: نعم ها الله إذا.
فطرح عبد الرحمن الأدرع وأخذ بيده ويد ابنه، فقال له أمية يا عبد الإله: من الرجل منكم المعلم بريشة النعامة في صدره؟
قال: ذاك حمزة بن عبد المطلب.
قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل، فبينا عبد الرحمن يقودهما إذ رآهما بلال فقال: رأس الكفر أمية بن خلف؟ لا نجوت إن نجا.
فقال عبد الرحمن: أي بلال، أبأسيري؟
قال: لا نجوت إن نجا، ثم صرخ بلال بأعلى صوته: يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف، فأحاط المسلمون بهم وعبد الرحمن يذب عنه.
Shafi 334