190

Mabud'i da Gazawat

المبعث والمغازي

Nau'ikan

فبلغ أبا جهل رؤياه فقال: هذا نبي آخر من بني عبد المطلب سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقيناه، فلما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش قال: إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وأموالكم وقد نجاها الله فارجعوا.

فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرا -وكان بدر موسما من مواسم العرب يجتمع لهم بها سوق- فيقيم عليه ثلاثا وننحر الجزر ويطعم الطعام ويسقى الخمر وتعزف القيان فتسمع بنا العرب وبمسيرنا.

ثم رحلت قريش حتى نزلت العدوة القصوى من بدر، ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف الظبية دون بدر استشار الناس فقال: أشيروا علي أيها الناس.

فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال فأحسن، ثم قام عمر رضي الله عنه فقال مثل ذلك، ثم قام المقداد بن الأسود رضي الله عنه فقال: يا رسول الله امض بنا لأمر الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى ننتهي إليه.

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير، ثم قال: أشيروا علي أيها الناس، وإنما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، وذلك أنهم كانوا عدد الناس.

Shafi 288