((لا أحد أصبر على أذى)) وهو بمعنى المؤذي وهو المكروه المؤلم ظاهرا كان أو باطنا وهو في حق الله تعالى ما يخالف رضاه (¬5) وأمره ((سمعه)) صفة أذى أي: كلام مؤذي ((من الله)) وهو متعلق بأصبر. والصبر حبس النفس عما تشتهيه وهو في حق الله تعالى حبس العقوبة عن مستحقها إلى وقت (¬6). ومعناه قريب من معنى الحلم إلا أن الفرق بينهما أن المذنب لايأمن العقوبة في صفة الصبور (¬7) كما يأمنها في صفة الحليم ((أنه يشرك به)) هذا تعليل لما قبله ((ويجعل له الولد)) الفعلان كلاهما على صيغة المجهول ((ثم هو يعافيهم ويرزقهم)) يعني يقول بعض عباد الله وإمائه أن له شريكا في ملكه وينسب له ولدا ثم الله تعالى يعطيهم من أنواع النعم من العافية والرزق وغيرهما فهذا كرمه ومعاملته مع من يؤذيه فما ظنك بمعاملته مع من (¬8) يتحمل [كل ما جاء من عند الله] ويثني عليه (¬9) ((ق (إبن مسعود (¬1) رضي الله عنه)) إتفقا على الرواية عنه (¬2)
((لا أحد أغير (¬3))) بالرفع (¬4) خبر لا وهو أفعل تفضيل من الغيرة ويجوز أن يكون صفة أحد والخبر محذوف (¬5) ((من الله (¬6))) والغيرة (¬7) بفتح الغين المعجمة كراهة شركة الغير في حقه وهي مستحيلة في شأن الله تعالى والمراد بها ههنا شدة المنع لأن الغائر على أهله مانع عنه عادة فالمنع من لوازم الغيرة ((ولذلك حرم الفواحش)) الفاحشة ما تجاوز (¬8) عن حد الشرع (¬9) ((ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه)) أي ذاته إعلم أن هذه المحبة في الحقيقة لمصلحة عباده لأنهم يثنون عليه فيثيبهم فينتفعون به لا أن في مدحه عائدا إليه. وفي رواية أسماء بنت أبي بكر (¬10) ((لا شيء أغير من الله)) (¬11).
Shafi 43