جاء أعرابي فبال في المسجد فقال الصحابة مه مه فقال صلى الله عليه وسلم ((لا تزرموه)) بضم التاء وإسكان الزاي المعجمة وبعدها راء مهملة أي (¬1):لا تقطعوه (¬2) ((دعوه)) أي أتركوه حتى يفرغ عن بوله. قال صاحب التحفة رقم الشيخ هذا الحديث بالقاف وهومن إفراد مسلم (¬3) ((يعني الأعرابي (¬4) الذي بال في المسجد)) قال الراوي فلما فرغ الأعرابي من بوله دعاه فعلمه أن المساجد لاتصلح لشيء من القذر وإنما هي للعبادة ثم (6/أ) أمر النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بدلو فصب على بوله (¬5) إنما نهي عن قطع بوله لأنه لوقطع عليه بوله لتضرر ولأن التنجس (¬6) قدكان حاصلا في جزء من المسجد فلو أقاموه في أثناء بوله لتنجست ثيابه ومواضع كثيرة (¬7) وفي الحديث إستحباب الرفق بالجاهل (¬8) وتعليمه من غير تعنيف عليه. إستدل به الشافعي على أن الأرض النجسة تطهر بصب الماء عليها بحيث يغمرها (¬9) , قلنا يجوز أن يكون صب الماء لتسكين رائحته في تلك الحالة لا للتطهير بل التطهير يحصل باليبس (¬10) لقوله صلى الله عليه وسلم ((ذكاة الأرض يبسها)) (¬11) أو يقال روى أن ذلك المكان كان له منفذ فحينئذكان الماء جاريا عليه (¬12).
Shafi 69