Mabahith Murdiyya
المباحث المرضية المتعلقة بـ (من) الشرطية
Editsa
الدكتور مازن المبارك
Mai Buga Littafi
دار ابن كثير
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٨هـ - ١٩٨٧م
Inda aka buga
دمشق / بيروت
على تلازم جملتين قُلْنَا من يجْتَهد ينجح واستغنينا عَن الْفَاعِل الظَّاهِر للْفِعْل الثَّانِي بضميره الْعَائِد على الِاسْم الأول فارتبطت الجملتان إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى لفظا وتلازمتا معنى وَتلك هِيَ وَظِيفَة الشَّرْط وَلَكِن لم تَتَغَيَّر العلاقات الإسنادية فِي كل من الجملتين وَلم تصبح الثَّانِيَة خَبرا للأولى
ويتضح من هَذَا أَن جملَة الشَّرْط وَحدهَا هِيَ الْخَبَر للمبتدأ الَّذِي هُوَ اسْم الشَّرْط وَقد كَانَت خَبرا قبل دُخُول الشَّرْط للاسم الَّذِي كَانَ قبله غير مضمن معنى الشَّرْط وَكَون من مضمنة معنى الشَّرْط لَا يلغي خبرية مَا بعْدهَا كَمَا لم يلغ الِاسْتِفْهَام الَّذِي ضمناه ل من خبرية الْجُمْلَة الَّتِي بعْدهَا لَهُ فقولنا زيد قَامَ يُسَاوِي قَوْلنَا من قَامَ فِي كَون جملَة قَامَ خَبرا لما قبلهَا وَدخُول الأدوات الْحُرُوف أَو الْأَسْمَاء المضمنة مَعَاني الْحُرُوف لَا يخل بتركيب الْجمل وَلَا يَجْعَل من الجملتين جملَة وَاحِدَة لما فِي ذَلِك من خُرُوج عَمَّا أَصله النُّحَاة وَمُخَالفَة لما اصْطلحَ عَلَيْهِ جمهورهم من معنى الْجُمْلَة وَدخُول الشَّرْط على الجملتين لَا يخلخل العلاقة الإسنادية فِي كل مِنْهُمَا بل يبقيها وَلكنه يَجْعَل حُصُول الثَّانِيَة من حَيْثُ الْمَعْنى متوقفا على حُصُول الأولى لِأَن أسلوب الشَّرْط أصلا يَقْتَضِي ذكر جملَة ثَانِيَة تتمّ مَعْنَاهُ كَمَا أَن الِاسْم الْمَوْصُول الْوَاقِع فَاعِلا أَو خَبرا لَا يكتمل الْمَعْنى بِهِ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الصِّلَة والصلة فِي اتِّفَاق الْجَمِيع لَيست جُزْءا من الِاسْم الْمَوْصُول من حَيْثُ الْإِعْرَاب وَلكنهَا لَازِمَة لَهُ من حَيْثُ الْمَعْنى
وَثَالِثهَا أَنهم متفقون على أَن جملَة جَوَاب الشَّرْط الْجَازِم إِذا كَانَت مقترنة بِالْفَاءِ أَو إِذا الفجائية فَهِيَ فِي مَحل جزم فَكيف يَصح جعل الْجُمْلَة الْوَاحِدَة فِي محلين مُخْتَلفين من الْإِعْرَاب فِي وَقت
1 / 61