[ص 79] وبعد أسبوع واحد، كلف الحضرة العلية، النائب إبراهيم خان مع فوج من الجيش بتخليص قلعة إصفهان والقبض على الحاج جعفر، فرحل الجيش المنصور متعقبا حسين قلى خان حتى نواحى جلبايجان وكرمانشاهان، بحيث إنه إذا ذهب إلى ناحية بغداد بسبب السطوة القاآنية فإنهم يمنعونه، ويقبضون عليه ويحضرونه إلى البلاط. وفى منزل جلبايجان، عرض على السلطان صاحب البلاد، بأن محمد قاسم حمل حسين قلى خان إلى سيلاخور وبروجرد على أمل مساعدة وعون [طائفتى] بيرانوند وباجلان، ولم تطيعاه تلك الطائفتان، وانضم إليه عدة أشخاص منها- الذين خلت أيديهم من السلاح- بوسوسة محمد قاسم، وأسرع جمع من غلمانه إلى المعسكر الملكى عندما رأوا ما آل إليه حاله، وعلى الرغم من ذلك أغلق الطرق والمسالك عليه كل من أقا خان القاجارى فى سيلاخور، ومحمد على خان فى بروجرد، وأخذوا أماكنهم مع الأبطال المشهورين فى المعارك فى محل معارضته بالطريق، ولا جرم أن تناثرت عدته وآلاته الثقيلة المحكمة، وفر إلى جانب كرمانشاهان وبغداد، فصدر بالتبليغ الأمر الملكى البليغ فى صحبة المسرعين بمفاخرة أقا خان ومحمد على خان، وذلك بأن يسرعوا فى تعقبه فورا، وبأن يضيقوا الأمر عليه، ولا يسمحوا له بأن يخطو إلى تراب بغداد أو إلى أى بلاد أخرى.
وفى اليوم الذى صار فيه مرج كمره مضربا للخيام المنتهية بالنصر، وصل الخبر بأن: محمد قاسم عندما رأى أن أمر حسين قلى خان ضائع، عزم مع أعوانه على الفرار، فسحب مقربو حسين قلى خان الحجاب من أمام أمره (محمد قاسم)، برأس أنامل الوشاية وقول السوء، فأسر بأغلال وسلاسل المحاكمة، وبعد يوم واحد خلص محمد قاسم نفسه من الأغلال بسبب المكر والحيلة والخداع، وولى وجهه إلى ديار مجهولة ووادى ليست له نهاية، وأخفى حسين قلى خان رأس خيط العمل بسبب رحيله، ووضع بقية الأمتعة والأثاث فى قرية، وفر إلى طريق دار الأمان «قم»، وحتى الآن لم يتحقق أنه سوف يلجأ إلى عتبة المعصومة عليها السلام أم سيسلك طريقا آخر.
Shafi 111