وكان" جنورمايور"، وهو أحد أبطال الروس المشهورين، قد قتل فى اليوم السابق بإصابته بقذيفة المدفع، وكان له زوجة فى سلطان بود، وعلى الرغم من أنها كانت حمراء، وعندها من الأموال اللامحصورة، فإنه عين شخصا بمقتضى حفظ الشرف ورعايته له من أجل أن يوصل زوجة" جنور" ومعها المال والذهب المسكوك إلى قلعة [ص 274] شوشى، ويعود.
وتحرك نائب السلطنة من هناك، وقدم إلى مقربة من" ترناؤوت" فى وقت الغروب، وعين فوجا من أجل مهاجمة ترناؤوت. ولم يهتم الرجال المكلفون بالهجوم بعد، حتى عرض على الرأى الساطع الضياء بأن الروس فروا فى ظلام الليل من" ترناؤوت"، وأوصلوا أنفسهم إلى الغابة، وعادوا عن طريق جمرق، الذى كانت صعوبته وشدته بلا حدود، إلى ديار العودة مشردين. وفى اليوم التالى، تحرك [ولى العهد] من هناك، وقام بقصد صد الروس وطردهم ولم يحتمل روس ذلك المكان حرارة المقاومة، وساروا إلى شوشى من جبل إلى جبل، ورحل الأرمن سكان ذلك المكان وتوجهوا إلى ساحل نهر آرس، وبعد هروبهم وصل الخبر بأن الجنرال مرقص القائد الروسى، الذى كان قد رحل من أجل إخماد ثورة شيخ على خان حاكم قبة ولكزية الداغستان ولاستمالة مصطفى خان الشيروانى، واطلع على قتل الروس وأسرهم ووقائع سلطان بود، فعوقته الأعمال المدونة، ورجع دون نيل مرامه يائس الفكر مثل الطالع المقلوب من الطريق الذى كان قد ذهب منه، وحمل الجمع الذى كان قد تركه على شاطئ نهر" كر"، وعبر بسرعة فائقة من النهر وقدم إلى قراباغ.
Shafi 314