ولأن طائفة جبرئيللو، أرسلت خفية شخصا إلى الجنرال، وأحضروا فوجا من الروس وجعفر قلى أغا القراباغى لإعانتهم، وكانت الطائفة المذكورة قد وصلت إلى مقربة من موقع" قبان" الذى يضم المعابر الوعرة والجبال المرتفعة والغابات الكثيفة، وحيث وصلت جماعة الروس وجعفر قلى آغا، وأخرجت طائفة جبرئيللو أيضا يدها من أكمام الجرأة لمرافقتهم، ووضعوا بناء النزاع والحرب مع حملة البنادق، وحميت سوق القتال من بداية النهار بساعتين وحتى الزوال. وفى النهاية نفد رصاص وبارود حملة البنادق، فقبض على بعضهم، وحاول الكثير منهم الهروب إلى الغابة وأوصلوا أنفسهم إلى الأمان، ولما وصل هذا الخبر إلى نائب السلطنة، تكدر عقله القويم، وكلف مقرب الحضرة إسماعيل بك وحسن خان القاجارى ومعهما فوج من العساكر الجرارة لمهاجمة الروس وصدهم فى المقدمة، وتحرك الموكب المنصور أيضا على أعقابهم عن طريق [ص 176] " أصلاندوز" الذى كان يبدو أنسب الطرق بسبب وفرة العلف به، فألقى وصول هذا الخبر الرعب فى قلب الجنرال، فعين عددا من الروس على قلعة" بناه آباد" وحمل هو سائر الروس الذين كانوا خارج القلعة، وفر فى سرعة وعجلة كاملتين إلى قرب كنجه، وسلكوا على الفور وادى العودة، وقد وصل هذا الخبر إلى مقيمى الحضور بعد عبور الموكب المنصور مياه نهر آرس.
96 - توجه رايات الجلال إلى ناحية شيروان:
على الرغم من أن إرادة عقله الأشرف كانت تنوى جزم العزم على التوجه إلى ناحية كنجه، ولو أن الجنرال نبالستين أقدم على المقابلة، لا نكشف حجاب النقاب عن وجه عيوبه المستورة ولامتد الأمر إلى محاصرة ذلك المكان ولاقتصرت كل الهمة على تحطيم قلعة الملوك وقمعها، ولكنه فى أثناء توجه الموكب المنصور من طريق آصلان دوز وعبوره من نهر آرس وصلت عريضة شيخ على خان وحسين قلى خان المنبئة على اتفاق أهالى دربند مع الروس وإحضار تلك الجماعة إلى تلك الحدود والثغور، ولأنه كان قد كلف بير قلى خان القاجارى مع فوج بمساعدتهم من قبل هذا وإعانتهم، فقد عرض فى هذا الوقت أن مصطفى خان الشيروانى، الذى لم يكن باطنه موافقا لظاهره، قد أرسل إسماعيل بك أخاه إلى ساحل نهر" كر" ومعه فرسان ومشاة كثيرون ومنع عبور الأبطال المنصورين، فكان تأديب ومعاقبة مصطفى خان الشيروانى وإخراج روس دربند أهم وألزم من محاصرة كنجه التى كانت ممكنة ومقدور عليها فى كل وقت من الأوقات.
Shafi 219