كانت قد أوضحت أكثر المراسيم المدونة أن الحضرة العلية كان قد كلف الحاج خليل القزوينى بالتوجه إلى الهند فى صحبة السفير الإنجليزى ملكم بهادر، وبعد وصول الحاج خليل خان إلى ميناء بمبى ء عين له وزير إنجلترا لاردويلزلى [اللورد ولسلى] مأتى فرد من جنود الهند من أجل تعظيمه واحترامه، وذلك ليكونوا عنده وفى خدمته، وحدث أن ألقى أحد أولئك المأتى فرد بندقيته فى غير مكانها خارجا عن النظام، فاستلزم المحاكمة، بعد ذلك خرج كبيرهم ليحاكمه، فالتمس بعض الأشخاص من الحاج خليل خان العذر والشفاعة، ولما لم يكونوا متعرفين على لغة بعضهم، فقد ولى المراد من بينهم وانتهى الأمر إلى القيل والقال والنزاع والجدال، وخرج الحاج خليل خان حتى يرى ماذا يكون الأمر، فانطلقت نيران بندقية من وسطهم وأصابت الحاج خليل خان فتوفى فى مكانه، وكان الأمر هكذا من القضاء والقدر حيث إن سفيرا عازما مقصده فى كامل العزة والاحترام، وفى الطريق يهلك دون سبب وقصد «1». وعندئذ استدعى لاردويلزلى وزير إنجلترا المستر منستى قنصل البصرة «1» من ميناء بوشهر وأرسله إلى خدمة الحضرة العلية الخاقانية من أجل طلب العذر، وفى مرج سلطانية أدرك شرف الحضور السلطانى وصار موضع العناية، وكلف بالسفارة محمد نبى، الذى كان ابن أخت الحاج خليل خان، وتوجه محمد نبى خان عازما مقصده بالتجهيزات واللوازم الكثيرة، وفى يوم وصوله إلى بمبى ء قام جميع أهاليها من جيش ورعايا وأعزة وأعيان فى ما يقرب من مأتى ألف شخص باستقباله، ودخل فى إعزاز واحترام كاملين، وأدى شروط السفارة ولوازمها بأنفة لائقة، ولكمال المحبة والصداقة كلفوه يوما باستعراض الجيش وتفقده، وفى اليوم التالى اصطحبوه إلى استعراض ومشاهدة دار المدفعية وكلفوه باستعراض السفن الحربية، ومن أجل المشاهدة والعلم [ص 122] بكيفية حرق طلقة المدفع البناء الخشبى للسفينة، وقد قبل محمد نبى خان غافلا عن هذه المبالغ الخطيرة وهذا الضرر وتلك الخسارة، وعندئذ كانت قيمة السفينة- التى كانت راسية على سطح بحر القلعة- ما يقرب من عشرة ألاف تومان، فجعل المدفعيون القذائف نصف ساخنة وملئوا بها المدافع وضربوا بها السفينة المذكورة حتى اشتعلت فيها النيران بعد لحظة واحترقت.
وقد ظل فى بمبى ء لمدة خمسة شهور، وبقى فى تلك الديار فى عزة واعتبار كاملين، وتوقف عاما أيضا بعد ذلك فى البنغال، وفى أثناء عودته اصطحبته التجهيزات الكثيرة ولوازم السفر العديدة من أثاث وحاجيات وغيرها، ولحق ببلاط الخاقان فاتح البلاد.
48 - ذكر وصول رسل ناصر الدين توره أمير التركستان إلى دار
الخلافة طهران، وتمسكه بهذه الدولة الخالدة البنيان:
Shafi 157