119

Ma'athir Sultanin

المآثر السلطانية

Nau'ikan

وفى الواقع، إن التعب الذى تحمله النائب الحضرة العلية السلطانية والأفكار الصائبة والتدابير الحسنة التى نفذها لم تكن فى مقدور أى من السلاطين السابقين، فقد رأى وعلم عقلاء العصر، وأثنوا على التدابير الملكية وأعجبتهم، ومن المعلوم والمعروف أن جيشا بلا نظام (أى جيش دون تحديث) لا ييسر فتحا ينشرح منه القلب ولا ييسر أمرا يريح الخاطر، ففى ذلك الوقت ولفترات كان جيش إيران وأهل الإسلام بلا نظام، وفى هذه المرة [ص 120] اختار إيشبخدر جميع الجنود والأبطال الشجعان بالإضافة إلى النظام وغيره فى جيش روسيا وكان هو نفسه أيضا بلا مثيل ولا نظير فى الحزم والقدرة ولم يكن فى أرض الفرنچه (أوربا) أيضا شخص أقدر وأنجب منه، وبالرغم من وجود هذه الأوضاع، فإن جيش إيران غير المنظم اصطف للقتال ما يقرب من شهرين فى مواجهتهم، ولم يكن قد فك الخاقان ذو الاقبال العالى الحزام لمدة أربعين يوما ولم يكن قد وضع جنبه على أرض الراحة، ولم يكن قد سلك خاطره سوى دحر وقلع تلك الجماعة وقمعها واستئصالها، ولم يكن يهتم بأى شئ وبأى أمر وكان قد حرم على نفسه الراحة والاستقرار بالليل والنهار بسبب همته الكسروية، ولا شك أن الحضرة الأحدية «1» سوف يصل فى مقابل مثل هذا الصبر إلى فتح مبين، الذى هو طراز الفتوحات وأساس افتخار أذكياء العالم وذلك من وراء حجاب الغيب إلى منصة الظهور، مثلما كان نصيب عصر الإسلام والمسلمين.

والخلاصة أن محمد خان القاجارى حاكم إيروان وكلب على خان كنجرلو وسائر أهالى قلعة إيروان- الذين كانوا أسرى فى مضيق محاصرة الروس- قد وجدوا خلاصهم ونجوا من مضيق المخاطرة وقذائف المدفعية وهاونات الروس عن طريق تنفيذ الإرادات والعزائم الملكية وإجراء الانتصارات والغلبة الملكية، وولوا وجههم إلى بلاط الخاقان المرتفع الرأس، ومرغوا جباههم بتراب عتبة العدل، وصارت خدماتهم وفدائياتهم منظورة بنظر كسرى الموفق، فتشرفوا باختصاصهم بشمول العواطف وفيوض العوارف الملكية، وكان ابن محمد خان من ملتزمى الركاب المستطاب، فسمح له بالانصراف من بلاط صاحب العالم، وفوض حكومة إيروان وكما كانت إلى محمد خان، وأمر أن تكون ولاية نخجوان بالإضافة إلى طائفة كنجرلو تحت عناية كلب على خان ورعايته، وسمح لكليهما بالانصراف مكرمين.

Shafi 155