90

قلت: وأما الإمام المهدي فذكر في (البحر) أن قضية أبي بكر صحيحة، وأنها لو كانت باطلة لنقضها علي وبنو هاشم.

وروى أن زيد بن علي سئل عن ذلك؟ فقال: لو كنت إياه ما قضيت إلا بما قضى به أبو بكر.

قال الفقيه حميد: وعلى الجملة فالحال ظاهر عند العترة أن فاطمة ماتت وهي غاضبة من ذلك.

قال: وقد سئل الإمام العلامة القاسم بن إبراهيم -عليه السلام- عن الشيخين؟ فقال: كانت لنا أم صديقة ماتت وهي غضبانة عليهما، ونحن نغضب لغضبها.

وفي [مثل] ذلك يقول بعض أهل البيت -عليهم السلام-:

أتموت البتول غضبى ونرضى

ما كذا يفعل البنون الكرام

يا أبا حفص الهوينا فما كنت

مليا بذاك لولا الحمام

قال بعض أهل السير: إن معاوية بعد موت الحسن بن علي أقطع مروان ثلث فدك، فلم يزل على ذلك حتى خلصت له بعد خلافته، فوهبها لابنه عبد العزيز فوهبها عبد العزيز لابنه عمر، فلما ولي عمر الخلافة كانت أول ظلامة ردها دعا الحسن بن الحسن بن علي فدفعها إليه، وكانت بيد أولاد فاطمة مدة ولايته.

فلما ولي يزيد بن عاتكة قبضها منهم، فصارت بأيدي بني مروان، كما كانت يتداولونها حتى انتقلت الخلافة عنهم، فلما ولي السفاح ردها على عبد الله بن الحسن ثم قبضها أبو جعفر، ثم ردها ابنه المهدي على ولد فاطمة، ثم قبضها ابنه موسى، ثم هارون، فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون فردها على الفاطميين.

Shafi 180