Ma'aikatan Alheri
مآثر الأبرار
Nau'ikan
قلت أنا: وهذه حجج أهل البيت.
هذا القول الثاني: أعني الذين يقولون بأن خطأ الصحابة لم يبلغ كفرا ولا فسقا، وأما البصرية من المعتزلة، والصالحية من الزيدية، وهو مذهب جميع أهل السنة والخوارج، فيقولون: لا خطأ، وتقدم الشيخين على ما هو مفصل في مواضعه.
فهذا الكلام على قوله: حيف جرى من أبي بكر ومن عمر، ويشبه هذا القول، ما روى ابن خلكان : أن علي بن يوسف صلاح الدين بن أيوب كان أبوه قد ولاه البلاد قبل موته، فلما مات أبوه وثب عليه أخواه أبو بكر وعثمان فنازعاه الأمر، فكتب إلى الخليفة العباسي الملقب بالناصر فقال:
مولاي إن أبا بكر وصاحبه
عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقى
من الآواخر ما لاقى من الأول
فجوب عليه الخليفة بقوله:
وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا
بالصدق يخبر أن أصلك طاهر
غصبوا عليا حقه إذ لم يكن
عد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فإن غدا عليه حسابهم
وابشر فناصرك الإمام الناصر
Shafi 175