151

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما

سن الرسول لنا نورا وتبيانا

صهر النبي ومولاه وناصره

أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له

مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان في الحرب سيفا صارما ذكرا

ليثا إذا لقي الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر

فقلت سبحان رب العرش سبحانا

إني لأحسبه ما كان من بشر

يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها

وأخسر الناس عند الله ميزانا

[كعاقر الناقة الأولى التي جلبت

على ثمود بأرض الحجر خسرانا]

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها

قبل المنية أزمانا فأزمانا

فلا عفا الله عنه ما تحمله

ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله في شقي ظل مجتهدا

ونال ما ناله ظلما وعدوانا

(يا ضربة من تقي ما أراد بها

مخلدا قد أتى الرحمن غضبانا

في ضربة من غوي أوردته لظى

فإنه لم يرد قصدا بضربته

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا)

إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وروى في كتاب (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) لأبي عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي قصة عجيبة عن بعضهم.

قال: كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا فإذا في الدير صومعة، وفيها راهب فأشرف علي فقلت له: من أين تأتيك الميرة ؟ فقال: من مسيرة شهر، فقلت له: حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع.

Shafi 244