مع المشككين في السنة
مع المشككين في السنة
Editsa
فاروق يحيى محمد الحاج
Nau'ikan
الشبهة الأولى
أحاديث بول النبي ﷺ قائمًا منافية لعصمته
الحديث الأول الذي رده صاحب الرسالة: حديث: بول النبي ﷺ قائمًا.
يقول صاحب الرسالة:
«من هذه الروايات التي تتنافى مع آدابه السامية -يعني: النبي ﷺ وأخلاقه العالية: ما جاء عن حذيفة قال: (أَتَى النَّبِيُّ صلّى الله عليه (^١) وسلم سُبَاطَةَ (^٢) قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَجِئْتُهُ بِمَاءٍ (^٣) فَتَوَضَّأَ) (^٤)».
أدلة صاحب الرسالة على رد وإنكار الحديث:
استدل بأدلة عقلية ونقلية:
١ - الأدلة العقلية التي استدل بها على رد وإنكار الحديث:
أ- قال: «هذا الحديث مردود لا يقبله العقل السليم، وهو مخالف للآداب السامية الرفيعة والأخلاق النبيلة المليحة، فالحبيب الأعظم ﵌ مشرِّع لأمته في جميع أعماله وأفعاله، ونحن مأمورون بالاقتداء به، وحاشاه ﵌ أن يصدر منه هذا الفعل المستهجن عمله عند العرف العام؛ لأنه عليه وآله الصلاة والسلام مُنزه عن كل ما يتنافى مع المروءة والأخلاق، كيف لا والملك الخلَّاق قال في حقه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾ [القلم:٤]».
ب- قال: «فلا شك أن الله ﷾ يطالبنا بتنزيهه وتقديسه، وعدم قبول المطاعن فيه، ولذلك نحن وكل المسلمين مطالبون بطرح كل ما يتعارض مع عصمته أو ما يمسّ شخصه الكريم من قريب أو بعيد».
٢ - الأدلة النقلية التي استدل بها على رد وإنكار الحديث:
قال: «وقد جاء حشدٌ هائل من الأحاديث ناسفًا لهذه الرواية، مبينًا طرق الهداية، صادعًا بالقول الفصل والنهاية»، وذكر ستة أحاديث، سأذكرها عند الرد عليها.
(^١) أضاف صاحب الرسالة هنا لفظة: وآله.
(^٢) ذكر صاحب الرسالة حاشية على كلمة "سباطة"، ونص كلامه: «السُباطة -بمهملة مضمومة بعدها موحدة- هي: المزبلة والكناسة تُطرح بأفنية البيوت. القاموس المحيط للفيروزآبادي (١/ ٩٠٣). بتصرف».
(^٣) سقطت هذه اللفظة من الحديث في كلام صاحب الرسالة.
(^٤) صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب البول قائمًا وقاعدًا (١/ ٥٤ - ٥٥)، رقم (٢٢٤). وهو في صحيح مسلم برواية أخرى، ستأتي عند ذكر روايات الحديث في الصحيحين.
1 / 234