162

مع المشككين في السنة

مع المشككين في السنة

Bincike

فاروق يحيى محمد الحاج

Nau'ikan

الشبهة الخامسة والعشرون
اتهام المحدثين بمخالفة القرآن
في قولهم بتعذيب الميت ببكاء أهله عليه
يقول المشكك:
«ويقولون فيما أدخلوه زورًا بالتراث وينسبونه للصادق الأمين: (إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) (^١). البخاري (١٢٨٦، ١٢٩٠)، مسلم (^٢) (٩٢٧، ٩٢٨). فهل يعذبنا الله على ما لم نفعله، ومع كوننا أمواتًا؟
فأين هؤلاء وفكرهم عن الله حين وصف نفسه فقال: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾؟ وأين هم من قوله تعالى: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)﴾ [النجم:٣٨]»؟
والجواب:
أولًا: حديث (إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) في الصحيحين من حديث عمر ﵁ (^٣).
وكذلك من حديث عبد الله بن عمر ﵄ (^٤).

(^١) سيأتي تخريجه بعد حاشية واحدة في حاشيتين متتاليتين.
(^٢) كذا في المنشور، والصواب: ومسلم.
(^٣) جاء عن عمر بن الخطاب ﵁ في ذلك عدة روايات، منها:
١ - عن عمر ﵁ أن النبي ﷺ قال: (إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الحَيِّ). صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي ﷺ: (يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) إذا كان النوح من سنته (٢/ ٨٠)، رقم (١٢٩٠)، وصحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (٢/ ٦٣٩)، رقم (٩٢٧).
٢ - عن عمر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ). صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي ﷺ: (يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) إذا كان النوح من سنته (٢/ ٧٩)، رقم (١٢٨٧)، وصحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (٢/ ٦٤١)، رقم (٩٢٧). وقيّد في هذه الرواية أن العذاب للميت يكون ببعض بكاء الحي، وليس بكله.
(^٤) عن عبد الله بن عمر ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: (إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ). صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي ﷺ: (يُعَذَّبُ المَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) إذا كان النوح من سنته (٢/ ٨٠)، رقم (١٢٨٦)، وصحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (٢/ ٦٣٨)، رقم (٩٢٧).

1 / 163