Abin da ya rage kowace dare daga dare
ما يتبقى كل ليلة من الليل
Nau'ikan
أن نعيش لنهدم ما بناه الميتون، كم قبلة تبقت من هذا الليل، كم لمسة ساق وعنق، وشوشة إبط حنون، كم نخلة تنتظر عند الباب مولد يسوع، يحترق جذعها شوقا لرعشة متوحشة، تنطلق عبر خلايا الجسد كعنكبوت مسحور، أطرق أبواب المدن التي تحاصرنا، أنادي جميع الحراس بأسمائهم وألقابهم وكنية حبيباتهم ونسائهم، وأقول لهم: إني أعرف كيف يسمون أطفالهم، وإني أفهم سر بنادقهم التي لا تطلق النار أبدا، ولكنها تخيف وتقتل وتسرق الدم من الشرايين؟!
حينها يفتحون البوابات، تستيقظ العصافير والوطاويط والعناكب المتوحشة، فأستقبلها بأحضان عطشة، تطل امرأة تبدو دائما في الظل وشهية تحت ضوء الشمس وعفر الرمال.
آه ... سبعون عاما، وغدا يوم جديد، له شمس مكرورة وذات الآذان وثغاء البقر، وله ظل ذات الشجرة البعيد، سوف يتمطى هذا الصباح بيني وبينك، راميا بأجنحته الكثيرة في الفراغ الأخضر والطين والحر والراديو، وما تبقى لي من بخور مسحور، لا شيء يبقيني مستيقظا غير ذاكرة الطين الحار تزحف مثل جيوش النمل المشئوم.
كم قبلة تبقت من الليل كيف يصير ليلا؟ كم نشيد وبوليس يذرع الطريق المظلمة غاديا ورائحا في خوف فطري؟ كم أنثى ...؟ كم لحظة عميقة تحسبها الملائكة دهرا ونيفا؟
كم أغنية؟!
كم حبيبة حافية تخوض النهر، ثم تجلس على ضفاف لا اسم لها، تمشطها حوريات القاع السحيق بزيت الماء، ويدلكنها برمل الشطآن الشهي تحت عرديبة أسميها - عندما نلتقي - نفح وردة الكرب المنسية وتحكي:
على أنهار سيتيت ...
حيث جلسنا ...
وبكينا ...
مثلك يا حبيبتي ينبع النهر من العاصفة، وتخونه حدأتان، فتلقيان به إلى الأرض حيث الجنة التي يصنعها، ويصبح موضوعا لها ... ما تبقى من الليل قبلتان ... غمزة نجم، شرطي نعسان، بقية ماء في الكأس، وردة تذبل تدريجيا، شظايا عطر تبرق هنا وهناك، ضفائر مبعثرة على الفراش، وقلم فارغ ...
Shafi da ba'a sani ba