هول المصاب وغل فيه لساني
انظروا! جئت أسأل القوم ماذا أقول، إن كنت لا أدري ما الذي أقوله، فلماذا وقفت على منبر التأبين، وإن كنت أدري فلماذا سألتهم؟ ثم إذا كان هول المصاب قد أضل جناني وغل لساني، فمن عاد فهدى ذاك الجنان وحل عقدة ذاك اللسان، حتى تمكنت من إلقاء ثمانية وأربعين بيتا «على فرد نفس»؟
طرق النعي مسامعي فكأنما
سهم أصاب حشاشتي فرماني
أقسم بكل عزيز أنه عندما طرق مسمعي خبر الوفاة، سررت لعلمي بأن أمامي فرصة أظهر بها «بلاغتي الشعرية»، أو بالأحرى بلادتي الأدبية.
ما كنت أعرف مرة معنى البكا
حتى بكيت لفرقة المطران
أصحيح أن أمين مشرق بكى لفرقة المطران، وهو لم يكن يعرفه، ولا رأى قط وجهه؟ لا أرى أحدا من سكان الأرض يصدق ذلك. وهب جدلا أنني بكيت، ألم أبك قبلا على أعزاء من أهلي ماتوا، ووارى التراب أجسادهم المحبوبة؟! فإن كانت الدموع التي ذرفتها على أولئك الأعزاء غير كافية لتفهمني معنى البكاء، أفتفعل ذلك دمعة أذرفها على رجل غريب عني ومجهول مني؟ سبحان من علمني هذا المنطق.
وهلا تصدقون أن في الأجساد البشرية براكين كبراكين الأرض، اسمعوا:
طفح الفؤاد وفاض في نيرانه
Shafi da ba'a sani ba