What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
Mai Buga Littafi
دار القاسم
Shekarar Bugawa
1427 AH
Nau'ikan
﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ﴾، وهم إنما كانوا يقولون: إنَّ آلهتهم تبتغي التقرب إليه وتقربهم زلفى إليه، قال تعالى: لو كان الأمر كما تقولون لكانت تلك الآلهة عبيداً له فلماذا تعبدون عبيده من دونه. [الجواب الكافي ١٤٤/١]
٢١ - قوله تعالى: ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وقال شيخنا المراد بقول: ﴿نحن﴾(١) أي ملائكتنا، كما قال: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٨] أي إذا قرأه عليك رسولنا جبريل، قال ويدل عليه قوله ﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقَّيَانِ﴾ [ق: ١٧] فقيِد القرب المذكور بتلقي الملكين، ولو كان المراد به قرب الذات لم يتقيد بوقت تلقي الملكين فلافي صحة الآية لحلوليٍّ ولا معطّل. [الفوائد ٩/١]
قال ابن القيم - رحمه الله -:
فإن قيل: فكيف تصنعون بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: ١٦] قيل: هذه الآية فيها قولان للناس.
أحدهما: أنه قربه بعلمه ولهذا قرنه بعلمه بوسوسة نفس الإنسان، وحبل الوريد حبل العنق وهو عرق بين الحلقوم والودجين الذي متى قطع مات صاحبه وأجزاء القلب، وهذا الحبل يحجب بعضها بعضا، وعلم الله بأسرار العبد وما في ضميره لا يحجبه شيء.
والقول الثاني: أنه قربه من العبد ملائكته الذين يصلون إلى قلبه، فيكون أقرب إليه من ذلك العرق، اختاره شيخنا.
وسمعته يقول: هذا مثل قوله: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ [يوسف: ٣] وقوله: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٨] فإن جبريل - عليه السلام - هو الذي قصه عليه بأمر الله فنسب تعليمه إليه إذ هو بأمره، وكذلك جبريل هو الذي قرأه عليه كما في صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية: (فإذا قرأه رسولنا فأنصت لقراءته حتى يقضيها). [مدارج السالكين٢/ ٢٩٠]
(١) قوله تعالى: ﴿ .. وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: ١٦].
23