فقد كانوا يدرسون الطب مثلا في كتب جالينوس وابن سينا، ولكنهم لم يكونوا يعرفون تشريح الجسم البشري.
وهنا نجد رجلا الماني الأصل سويسري الوطن، ولد في 1493، يدرس القدماء ثم يلعنهم بدلا من أن يبارك عليهم، هو «بارا كيلسوس».
والاسم عجيب، فإنه اختاره لنفسه وترك اسمه الميلادي، ومعنى هذا الاسم «فوق كيلسوس».
وكيلسوس هذا الذي أعلن أنه فوقه عالم روماني كانت له موسوعة تدرس في الجامعات أيام القرون الوسطى بل بعدها.
أي: إن بارا كيلسوس يقول: «أنا فوق القدماء، أنا فوق عالمكم المحترم كيلسوس».
ولم يكتف بهذا، فإنه كان يلقى محاضراته في مدينة «بازيل» باللغة الألمانية، وهنا قف قليلا:
ذلك أن التعليم كان إلى وقته وبعد وقته باللغة اللاتينية في جميع جامعات أوروبا، ولكنه هو أبى أن يلقي محاضراته بهذه اللغة القديمة.
كان شعبيا، كان عاميا، أي: كان مع الشعب.
واجترأ على أن يعلم بلغة العامة، اللغة الألمانية، وكان أول من أقدم على ذلك في أوروبا جميعها.
وكانت محاضراته خاصة بالطب والعلاج.
Shafi da ba'a sani ba