إن قلب إفريقيا الأسود يتغير في عصرنا، حتى إن الناهضين في مستعمرات بلجيكا وفرنسا وبريطانيا يسمون أنفسهم «متطورين»، وهم يفهمون من هذا الوصف أنهم قد تغيروا وأنهم دائبون في التغير والبعد عن الجمود.
ولو أننا كنا متطورين لما كان يمكن أن يفكر أحد منا في محاكمة «الشيخ بخيت»؛ لأن له رأيا خالف الكثرة، ولو كنا متطورين لما كانت هذه المناقشة بشأن المفاضلة بين العلم والأدب، ولو كنا متطورين لكان لنا نساء قاضيات ونائبات ...
ولو أن فكرة التطور كانت تسود العقلية العربية، ولو أن كتب العلم، من داروين - وداروين خطير هنا - إلى برنال إلى فريزر إلى بريفولد، كانت منشورة تقرأ وتناقش، لما وصلنا إلى هذه الحال الأسيفة من جمود، بل تعفن الذهن.
وأي شيء أكبر دلالة على تعفن الذهن من أن تؤلف لأبي نواس، وعنه، نحو عشرة كتب، ثم نقول بعد ذلك: إننا لسنا في حاجة إلى العلم؟ وإنما نحن في حاجة إلى الأدب؟ وأي أدب؟ أدب روميو وجولييت وماكبث وهامليت.
اذكروا يا ناس هذا الدق لأبوابنا في غزة، إننا لا نحتاج إلى مسرحيات شكسبير، ولا نحتاج إلى تقييد الفكر، وإنما نحتاج إلى إنشاء كليات لدروس العلوم.
ونحتاج إلى ترجمة مئة كتاب في العلوم والمناهج العلمية ... إني أخاف على وطني ...
Shafi da ba'a sani ba