Abin da Alkur'ani ya Nuna
ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان
Editsa
زهير الشاويش
Mai Buga Littafi
المكتب الإسلامي
Bugun
الثانية
Shekarar Bugawa
١٣٩١هـ- ١٩٧١م
Inda aka buga
لبنان
فَظهر بِمَا ذَكرْنَاهُ أَنه بالهلال يكون تَوْقِيت الشَّهْر وَالسّنة وَأَنه لَيْسَ شَيْء يقوم مقَام الْهلَال الْبَتَّةَ لظُهُوره وَظُهُور الْعدَد الْمَبْنِيّ عَلَيْهِ وتيسر ذَلِك وعمومه وَغير ذَلِك من الْمصَالح الخالية من الْمَفَاسِد.
وَمن عرف مَا دخل على أهل الْكِتَابَيْنِ وَالصَّابِئِينَ وَالْمَجُوس وَغَيرهم فِي أعيادهم وعباداتهم وتواريخهم وَغير ذَلِك من أُمُورهم من الِاضْطِرَاب والحرج وَغير ذَلِك من الْمَفَاسِد ازْدَادَ شكره على نعْمَة الْإِسْلَام مَعَ اتِّفَاقهم أَن الْأَنْبِيَاء لم يشرعوا شَيْئا من ذَلِك وَإِنَّمَا دخل عَلَيْهِم ذَلِك من جِهَة المتفلسفة الصائبة الَّذين دخلُوا فِي ملتهم وشرعوا لَهُم من الدّين مَا لم يَأْذَن بِهِ الله
فَلهَذَا ذكرنَا مَا ذكرنَا حفظا لهَذَا الدّين عَن إِدْخَال المفسدين فَإِن هَذَا مِمَّا يخَاف من تَغْيِيره.
فَإِنَّهُ قد كَانَت الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا قد غيرت مِلَّة إِبْرَاهِيم بالنسيء الَّذِي ابتدعته فزادت بِهِ فِي السّنة شهرا جَعلتهَا كبيسا لأغراض لَهُم وغيروا بِهِ مِيقَات الْحَج وَالْأَشْهر الْحرم حَتَّى كَانُوا يحجون تَارَة فِي الْمحرم وَتارَة فِي صفر حَتَّى يعود الْحَج إِلَى ذِي الْحجَّة حَتَّى بعث الله الْمُقِيم لملة إِبْرَاهِيم فوافي حجه ﷺ حجَّة الْوَدَاع وَقد اسْتَدَارَ الزَّمَان كَمَا كَانَ وَوَقعت حجَّته فِي ذِي الْحجَّة فَقَالَ فِي خطبَته الْمَشْهُورَة فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض السّنة اثْنَا عشر شهرا مِنْهَا أَرْبَعَة حرم ثَلَاث مُتَوَالِيَات ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جُمَادَى وَشَعْبَان" (١). وَكَانَ قبل ذَلِك الْحَج لَا يَقع فِي ذِي الْحجَّة حَتَّى حجَّة أبي بكر سنة تسع كَانَت فِي ذِي الْقعدَة وَهَذَا من أَسبَاب تَأْخِير النَّبِي ﷺ الْحَج. وَأنزل الله تَعَالَى ﴿إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد
(١) رواه الشيخان وغيرهما - ن -.
1 / 63