Abin da Alkur'ani ya Nuna

Mahmud Shukri Alusi d. 1342 AH
43

Abin da Alkur'ani ya Nuna

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

Bincike

زهير الشاويش

Mai Buga Littafi

المكتب الإسلامي

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

Inda aka buga

لبنان

وَقد زَعَمُوا أَن الأفلاك الْكُلية تِسْعَة أَعْلَاهَا فلك الأفلاك وَهُوَ الْفلك الأطلس ثمَّ فلك الثوابت ثمَّ فلك زحل ثمَّ فلك المُشْتَرِي ثمَّ فلك المريخ ثمَّ فلك الشَّمْس ثمَّ فلك الزهرة ثمَّ فلك عُطَارِد وَهُوَ الْكَاتِب بزعمهم ثمَّ فلك الْقَمَر. وَاسْتدلَّ كثير مِنْهُم على هَذَا التَّرْتِيب بِمَا يبْقى مَعَه الِاشْتِبَاه بَين الشَّمْس وَبَين الزهرة وَالْكَاتِب كالكسف والانكساف وَاخْتِلَاف المنظر الَّذِي توصلوا إِلَى مَعْرفَته بِذَات الشعبتين لِأَن الأول لَا يتَصَوَّر هُنَاكَ لِأَن الزهرة وَالْكَاتِب يحترقان عِنْد الاقتران فِي مُعظم المعمورة وَالثَّانِي أَيْضا مِمَّا لَا يُسْتَطَاع علمه بِتِلْكَ الْآلَة لِأَنَّهَا تنصب فِي سطح نصف النَّهَار وَهَذَانِ الكوكبان لَا يظهران هُنَاكَ لِكَوْنِهِمَا حوالي الشَّمْس بِأَقَلّ من برجين فَإِذا بلغا نصف النَّهَار كَانَت الشَّمْس فَوق الأَرْض شرقية أَو غربية فَلَا يريان أصلا وَجعل الشَّمْس فِي الْفلك الْأَوْسَط لما فِي ذَلِك من حسن التَّرْتِيب كَأَنَّهَا شمسة القلادة أَو لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة الْملك فِي الْعَالم فَكَمَا يَنْبَغِي للْملك أَن يكون فِي وسط الْعَسْكَر بنبغي لَهَا أَن تكون فِي وسط كرات الْعَالم أَمر إقناعي بل هُوَ من قبيل التَّمَسُّك بحبال الْقَمَر. وَمثل ذَلِك تمسكهم فِي عدم الزِّيَادَة على هَذِه الأفلاك بِأَنَّهُ لَا فضل فِي الفلكيات مَعَ أَنه يلْزم عَلَيْهِ أَن يكون ثخن الْفلك الْأَعْظَم أقل مَا يُمكن أَن يكون للأجسام من الثخانة إِذْ لَا كَوْكَب فِيهِ حَتَّى يكون ثخنه مُسَاوِيا لقطره وَقد بَين فِي «رِسَالَة الأبعاد والأجرام» أَنه بلغ الْغَايَة فِي الثخن وَحِينَئِذٍ يُمكن أَن يكون لكل من الثوابت فلك على حِدة وَأَن تكون تِلْكَ الأفلاك متوافقة فِي حركاتها جِهَة وقطبا ومنطقة وَسُرْعَة بل لَو قيل يتخالف بَعْضهَا لم يكن هُنَاكَ دَلِيل يَنْفِيه لِأَن المرصود مِنْهَا أقل قَلِيل فَيمكن أَن يكون بعض مَا لم يرصد متخالفا على أَن من النَّاس من أثبت كرة فَوق كرة الثوابت وَتَحْت الْفلك الْأَعْظَم وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِمَا اسْتدلَّ

1 / 51