ويرد طه حسين قائلا: «أشكرك وزملاءك جميعا من جديد، هذا الكتاب ليس هدية جميلة فقط، بل هو هدية عظيمة الفائدة أيضا، ثقوا أنني سأقرأ هذه البحوث جميعا، وسأقرؤها لأستفيد، لأستفيد من علم تلاميذي وليس فقط من علم الزملاء.» •••
وتمر الأسابيع ويقبل اليوم الحادي والعشرون من إبريل عام 1963، ونرى الدكتور طه حسين وزوجته في السيارة متجهين إلى دار مجمع اللغة العربية.
ويقول طه حسين: «عرفته وأنا في سن الثامنة عشرة، هي إذن صداقة دامت أكثر من نصف قرن.»
وترد سوزان: «وعرفته أنا معك منذ حضورنا إلى مصر، مدة تجاوزت الأربعين عاما، وتبدو لي الآن أكثر من ذلك، إن عمر الصداقة لا يقاس بمرور السنين.»
ويقول الدكتور طه: «هو الذي حدثني لأول مرة عن أوروبا، هو الذي ذكر لي أسماء لم أكن قد سمعت بها من قبل، أسماء فولتير، وجان جاك روسو، وديدرو، ومونتسكيو.»
وتقول سوزان: «ومع ذلك كان مصريا صميما، تذكر لهجته؟»
ويرد الدكتور طه: «نعم، كان يحب أن يحتفظ بلهجة إقليم الشرقية.»
ويتبارى في ذلك مع صديقنا الأستاذ مصطفى عبد الرازق ومعي، ونحن نتحدث بلهجتنا الصعيدية.
وتقول سوزان: «كانا أخوين بالنسبة لك.»
ويرد طه: «كان لطفي أبا وأخا، كان يحدثنا عن السياسة المصرية والسياسة العالمية في غير تكلف، منه سمعت ألفاظ الديمقراطية والأرستقراطية وحكم الفرد وحكم الجماعة وآراء الفلاسفة، وكنا نقرأ في مقالاته أن الأمة فوق كل مقام.»
Shafi da ba'a sani ba