188

ويعلق طه حسين بقوله: «أذكر منها الآن كتابا ليس هو أكثر هذه الكتب شهرة، كان قد فجع هو وزوجه بموت ولدهما، فحملها على السفر معه إلى أوروبا، يريد أن يلهيها عن حزنها، فكان هذا السفر مصدر هذا الكتاب الرائع الذي ألفه بعنوان «ولدي»، ومصدر ما جاء فيه من أوصاف الجبال والبحار والسماء والأجواء.»

ويلاحظ لطفي باشا أن هذا كتاب أملته على «هيكل» عواطف الحزن والحب والحنان.

ويرد طه حسين بقوله: «متى نفع الحزن من يحزنون؟ إنما نحن غرض لسهام لا نستطيع أن نجد عنها محيدا ...»

ويقول لطفي باشا: «لقد تأثرت كثيرا بالبيتين اللذين بدأت بهما اليوم وداعك لعزام.»

ويردد طه حسين البيتين:

لا يبعد الله إخوانا لنا ذهبوا

أفناهمو حدثان الدهر والأيد

نمدهم كل يوم من بقيتنا

ولا يعود إلينا منهم أحد

ويقول: «ألا يصور هذان البيتان ما نحس به أصدق وأدق تصوير؟

Shafi da ba'a sani ba