ويرد محمد فتحي قائلا: «أخشى أنها الطائرة الصغيرة، طيارات «داكوتا»، الركوب فيها غير مريح.»
ويقول طه حسين: «لا، لن أتعب ... لقد كنت أعيش بفكري وقلبي في هذه الأماكن المقدسة زهاء عشرين عاما منذ بدأت أكتب «على هامش السيرة» حتى الآن، وهنا، في جدة، أحسست أنني أعيش فيها بفكري وعقلي وجسدي جميعا.»
ويقول السكرتير : «إن سفير سوريا السيد عمر بهاء الدين الأميري ترك رسالة يأسف فيها أسفا شديدا لأن مشاغل اللجنة تجعل من المستحيل الاستجابة لرغبات السفارات العربية هنا في إقامة حفلات لتكريمكم.»
ويقول طه حسين: «حقيقة، وشكرا للسيد السفير.»
ويقول السكرتير: «وهو يبدي إعجابه العظيم بكلمتكم في افتتاح اللجنة الثقافية، وخصوصا بحديثكم عن «تعريب قلوب المسلمين غير العرب» بمساعدتهم على فهم القرآن بلغته.»
ويسأل طه حسين: «يعني أعجبه التعبير؟ أعجبته كلمة «تعريب القلوب»، أم أعجبته الدعوة للعمل في البلاد الإسلامية غير العربية؟»
ويقول السكرتير: «يقول إنه كان وزيرا مفوضا لبلاده في الباكستان وإن أهل الباكستان متلهفون على مثل هذا التعريب.»
ويقول الأستاذ أمين الخولي: «أنا قابلت السفير الأميري وقال لي نفس الكلام، وكان أيضا يتكلم بإعجاب عن مناظرتكم في العام الماضي مع السيد رئيف خوري التي ذهب فيها الأديب اللبناني إلى أن الأديب يكتب للكافة، وذهبتم أنتم فيها إلى أن الأديب يكتب للخاصة.»
ويقول طه حسين للأستاذ الخولي: «أنت تعرف طبيعة هذه المناظرات، لقد ذكرت في أول حديثي عندما تكلمت في المناظرة الحقيقة، وهي أنني تسلمت دعوة كريمة من جمعية المقاصد الإسلامية أمضاها الصديق الأستاذ سهيل إدريس، وعرض فيها أن تكون المناقشة حول الكتابة هل هي للخاصة أم للكافة، وعرض علي أن أتحدث عن أن الكتابة هي للخاصة، قلت للسامعين الحقيقة وهي أن هذه المناظرة شيء مصطنع، لسبب بسيط وهو أنني في كل ما كتبت لم أفهم عامة ولا خاصة بالقياس إلى الأدب، ولست من الذين تفتنهم هذه الآراء الكثيرة الخطيرة الحديثة التي يشغل الأوروبيون أنفسهم بها منذ زمن.»
ويقول أمين الخولي: «نعم، هذا أشبه بالعميد.»
Shafi da ba'a sani ba