157

وتتساءل سوزان: «وكيف علمت ذلك؟! من أخبرك؟! فريد لم يكن معك هذا الصباح؛ إنه ذهب إلى البنك والبوستة، وأمينة لم تنزل من الغرفة إلا الآن، ومحمد في الجبل مع ابنه حسن، وسوسن ومنى لا تستطيعان القراءة بعد ... من أخبرك؟!»

ويرد طه حسين مبتسما ابتسامة ماكرة: «وهل تعتقدين أنك المرأة الجميلة الوحيدة في هذه الفندق التي تقرأ الصحف والمجلات؟»

ويصل فريد السكرتير حاملا الصحف المصرية والخطابات، يقول: «مجلة روزاليوسف نشرت بشكل بارز تصريحك الذي تقول فيه إن أساس التعليم الصالح هو اختيار الطالب للدراسة التي يرغب فيها. يوجد كذلك خطاب من لجنة وضع الدستور الجديد الذي اخترتم عضوا فيها، وخطاب من ...»

وتقاطعه السيدة سوزان بقولها: «سنقرأ هذا كله بعد النزهة، والجرائد والرسائل تستطيع أن تنتظر عودتنا.»

ويتساءل طه حسين: «منى، أين منى، كنت أحكي لها؟ وأين حسن وأبوه وسوسن؟ ألا ألقي نظرة على الصحف وأنا في انتظارهم؟»

وترد سوزان: «كلهم سيلحقون بنا، ومن جهة الصحف والرسائل فإننا سنكون في مصر بعد وقت قريب جدا، وسنجد هناك يوميا كل الصحف وكل الرسائل وكل التليفونات وكل الكتب وكل الزيارات وكل الاستقبالات ... الآن نمشي تحت هذه السماء الجميلة، وفي ظل هذه الأشجار الشامخة التي لن تحضر معنا إلى مصر.» •••

وتعطي الجرائد والرسائل للسكرتير وتقول: «احتفظ بها حتى نعود.»

في مصر، في منزل طه حسين بالزمالك، في غرفة المكتب وقد عادت أسرة طه حسين إلى مصر وعاد طه حسين إلى برنامجه اليومي، يقول السكرتير: «وصلنا خطاب باليد بإمضاء «سير كلود ماكنزي» يطلب موعدا للزيارة.»

ويسأل طه حسين: «ومن هو السير كلود ماكنزي؟»

ويقول السكرتير : «هذه نبذة مرفقة بخطابه عن تاريخ حياته: إنه خبير عالمي في شئون المكفوفين، وقد فقد هو نفسه بصره في الحرب العالمية الأولى، حرب سنة 1914، وهو الآن يزور عدة بلاد في أرجاء العالم، ويتوقف بمصر يومين فقط، ويسأل إن كان الوقت يتسع لزيارته.»

Shafi da ba'a sani ba