153

وتقول السيدة: «تضيء له الطريق؟!»

ويقول طه حسين مستمرا: «تضيء لي الطريق في حياتي كلها، وهي: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، أنت إلهي لا إله إلا أنت.»

وتدوي القاعة بالتصفيق، ويتقدم مؤنس لينزل معه والده من فوق المنصة.

وتجري مندوبة دولة شيلي نحو طه حسين تقول له: «سيدي الدكتور، سيدي الدكتور، أرجو أن تعطيني نسخة من هذا الدعاء، دعاء رسول الإسلام؛ لأنني أريد أن أعيش به، أن أعيش بهذا الدعاء، أدعو به كل ليلة، وأريد أن تحمل أنت إلى دينكم الإسلام، الذي حببتني فيه منذ اليوم، أن تحمل إليه حبي ودموعي.»

ويرد الدكتور طه: «حبك كفاية يا سيدتي، لا داعي للدموع ... سأطلب إلى مؤنس أن يعطيك نسخة من الدعاء، وشكرا جزيلا.»

ما زال التصفيق يدوي والمهنئون الآخرون يتزاحمون.

ويقول قنصل مصر العام لطه حسين: «رفعت رأس مصر يا سيدي ورأس العرب ورأس المسلمين، سأكتب لمصر فورا، وسيسعد مصر الجديدة أن تعرف ما جرى اليوم.»

ويقبل سينيور لابيرا، رئيس المؤتمر، على طه حسين ويقول للقنصل المصري: «معذرة يا سيدي القنصل، طه حسين عندكم في مصر طوال أيام السنة، اترك لي هذه اللحظة لأقول لطه حسين: إنك جعلت هذا اليوم خالدا في تاريخ مدينتي فلورنسا، لقد بشرت فيها بالعدالة أساسا للسلام وللتعاون، بشرت بها لشعوب البحر الأبيض، لجميع شعوب العالم، اليوم يدرك الجميع أنك وشعب مصر وشعوب العرب جميعا تنشدون العدالة أساسا للسلام، وتستحقون الوصول إلى العدالة للوصول إلى السلام.»

وعندما يحين موعد الانصراف تقول السيدة سوزان لزوجها وهما يخرجان: «هذا أنت تتفوق على نفسك.»

ويقول مؤنس: «وأنت ... أنت كنت تقول لنا إنك لم تكن تدري ماذا تقول؟!»

Shafi da ba'a sani ba