الباغية وليلبسنهم الله ذلا شاملا وسيفا قاطعا وليسلطن الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم ودمائهم.
ثم سار عليه السلام فحدث جماعة من بين فزارة وبجيلة قالوا: كما مع زهير بن القين لما أقبلنا من مكة فكنا نساير الحسين عليه السلام حتى لحقناه فكان إذا أراد النزول اعتزلناه فنزلنا ناحية فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان لن نجد بدا من أن ننازله فيه فبينا نحن نتغدى من طعام لنا إذ أقبل رسول الله الحسين عليه السلام حتى سلم ثم قال: يا زهير بن القين إن أبا عبد الله الحسين عليه السلام بعثني إليك لتأتيه فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأنما على رؤوسنا الطير، فقالت له زوجته وهي ديلم بنت عمرو:
سبحان الله أيبعث إليه ابن رسول الله عليه السلام ثم لا تأتيه فلو أتيته. فسمعت من كلامه فمضى إليه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فحول إلى الحسين عليه السلام وقال لامرأته:
أنت طالق فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير وقد عزمت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بنفسي وأقيه بروحي ثم أعطاها مالها وسلمها إلى بعض بنى عمها ليوصلها إلى أهلها، فقامت إليه وبكت وودعته وقالت:
Shafi 44