Asirin Ishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Nau'ikan
كما بقيت حيات الأم الكبرى ترتع في بعض معابد أبولو على أنها من نسل أفعى جايا، وكان لها كاهنات مخصصات يخرجنها من مخبئها في مناسبات خاصة، ويقدمن لها الطعام وهن عاريات. فإذا تقدمت الحيات بهدوء وسكينة فالتقطت طعامها دون أن تخيف الكاهنة، كان ذلك بشيرا بمواسم طيبة وسنة خالية من الكوارث والأمراض. أما إذا حدث العكس، كان ذلك نذيرا بشر مستطير قادم،
51
وهذه الطقوس بقية باقية من طقوس أفعى الأم الكبرى. وفي الديانة الديونيسية - الأورفية، كانت الأفعى تعبد باعتبارها الإله ديونيسيوس نفسه، وهناك بعض الأعمال التشكيلية الأورفية تظهر الأفعى المجنحة، ديونيسيوس، ملتفة حول نفسها وحولها عدد من الرجال والنساء عراة في وضع التقديس والتعبد.
52
وقد انتقلت عبادة الأفعى من ديانات الخصب إلى ديانات الخلاص السرية التي انبثقت عنها. ففي الطقوس الخاصة ببعض هذه الديانات، كان المحتفلون يحتفظون بحية في سلة ثم يخرجونها في لحظة معينة من الطقوس لتمثيل اتحاد العابدين بالإله المخلص. وقد تنوب عن الأفعى الحقيقية أفعى مصنوعة من الذهب.
53
هذه الأفعى الذهبية تذكرنا بالحية التي صنعها موسى لقومه في قفر سيناء: «فأرسل الرب على الشعب حيات محرقة فلدغت الشعب، ومات قوم كثيرون من إسرائيل. فأتى الشعب إلى موسى وقالوا: أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك، فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيات، فصلى موسى لأجل الشعب، فقال الرب لموسى: اصنع حية محرقة وضعها على راية، فكل من لدغ ونظر إلى حية النحاس يحيا.»
54
ومن الغريب فعلا أن يقوم موسى بصنع تمثال نحاسي للحية بعد أن تلقى أمرا من الرب يقول: «لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما، مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض.»
55
Shafi da ba'a sani ba