Asirin Ishtar
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
Nau'ikan
4
وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ،
5
ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها .
6
ويدور تعليم السيد المسيح حول نفس الفكرة: «الحق، الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتموت فإنها تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير. من يحب نفسه يهلكها.»
7
لأن في صميم الحياة تكمن خميرة الموت، وفي غياهب الموت تكمن بذرة الحياة. والموت ليس نفيا للحياة بل نقيضا مكملا لا قيام لها بدونه، تماما كالقطب الكهرومغناطيسي السالب الذي بدونه يتلاشى القطب الموجب ، وهذان النقيضان هما خيطان ينسجان مادة الوجود. في كل لحظة تتحرك دفقات جديدة من الحياة لتسير في طريقها المرسوم نحو المحيط اللانهائي حيث تتلاشى، مفسحة الطريق أمام دفقات جديدة تتبعها. وتحت قناع الكون الساكن أمام البصر، حركة لا تهدأ من موت وحياة.
ولقد صورت الأسطورة هذه الحركة الدائبة بين النقيضين المتعاونين بلغتها الخاصة، فخلقت صراعا بين إله الموت وإله الحياة، وبين القوة التي تهدم والقوة التي تبني. ولعل أسطورة بعل وموت الأوغاريتية، تقدم لنا أكثر أشكال هذا الصراع وضوحا ودرامية. ففي هذه الأسطورة، يبدأ الصراع بين إله الحياة والدورة الزراعية بعل وإله الموت والعالم الأسفل موت، عقب انتصار بعل على العماء الأول المتمثل بالإله يم، المياه البدئية، وتوطيد أركان مملكته الجديدة؛ إذ ينبري موت من عالمه السفلي صائحا:
أنا وحدي من سيحكم فوق جميع الآلهة،
Shafi da ba'a sani ba