114
* وأما قولُه: ﴿إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾، العربُ تقولُ: أنا إليه مُحْتَاجٌ، وأنا له مِحْتَاجٌ، وأنا إليه فِقِيرٌ، وأنا له فَقِيرٌ (١)، وهو مثلُ قولِه: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾، وقال في موضعٍ آخَرَ: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾، وقال: ﴿الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا﴾، وقال في موضعٍ آخَرَ: ﴿وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾. * ﴿عَلَى أَن تَاجُرَنِي﴾، و﴿تَاجِرَنِي﴾، لغتان. * ﴿أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ﴾، و﴿الْخِيْرَةُ﴾، نصبُ الياءِ وإرسالُها لغتان. بسم الله الرحمن الرحيم ومِن سورةِ العَنْكَبُوتِ * «الْعَنْكَبُوتُ»، أكثرُ كلامِ العربِ فيها التأنيثُ، وبعضُ رَبِيعَةَ يُذَكِّرُه. أَنْشَدَنِي بعضُهم: عَلَى هُطَّالِهِمْ مِنْهُمْ بُيُوتٌ ... كَأَنَّ الْعَنْكَبُوتَ هُوَ ابْتَنَاهَا فذَكَّرَ. * العربُ تقولُ: ﴿النَّشْأَةَ﴾، بجزمِ الشينِ، وبالهمزِ، ويتركون الهمزَ، فيقولون: ﴿النَّشَاةَ﴾، بمنزلةِ «الحَصَاةِ»، وكان الحَسَنُ البَصْرِيُّ يهمزُها، ويمدُّها، فيقولُ: ﴿النَّشَاءَةَ﴾، فمَن ترك الهمزَ في الممدودِ قال: النَّشَايَة.

(١) كذا في النسخة، والمقصود غير هذا.

1 / 114