وأنت الصوف من غزل النساء
والصواب في مرادهم الكسى - بالقصر مع ضم الكاف وكسرها - جمع كسوة بالوجهين، وهي كل ما يكتسى.
ويقولون: أمعن في الأمر وتمعن فيه؛ أي: تدبره وتقصى النظر فيه. وربما قالوا: تمعنه وأمعن فيه النظر، وكل ذلك غلط؛ لأن الإمعان بمعنى الإبعاد في المذهب، وهو لا يستعمل إلا لازما يقال: أمعنت السفينة في البحر؛ أي: أوغلت، وأمعن الطائر في الطيران: إذا تباعد. وقد يستعمل بمعنى المبالغة في الأمر مجازا، يقال: أمعن في الطعام والشراب وأمعن في الضحك، وأما تمعن فلم يثبت وروده في شيء من كلام العرب، وكأنهم بنوه على تأمل وتدبر وتفرس وما أشبه ذلك.
ويقولون: قرأت هذا في صحيفة كذا من الكتاب، وفي هذا الكتاب كذا كذا صحيفة، يعنون الصفحة، وهي أحد وجهي الصحيفة، وإنما الصحيفة الورقة بوجهيها.
ويقولون: ذهب الرجلان سوية؛ أي: ذهبا معا، وإنما السوية بمعنى السواء، يقال: قسموا المال بينهم بالسوية، وهذا حكم لا سوية فيه، وهي النصفة والعدل.
ويقولون: احتار في الأمر من الحيرة، ولم يسمع افتعل من هذا، وإنما يقال: حار يحار فهو حائر وحيران، وحيرته فتحير.
ويقولون: فوضت فلانا بالأمر وفي الأمر؛ أي: رددته إليه، فيعكسون عمل الفعل، والصواب فوضت الأمر إلى فلان.
ومثله قولهم: نوطته بالأمر وأنطته بالأمر، فيغيرون صيغة الفعل وعمله جميعا، والصواب نطت الأمر بفلان أنوطه، وهذا الأمر منوط بك بلفظ الثلاثي لا غير.
ويقولون: هذا أمر مريع، وقد أراعه الأمر، فيأتون به على صيغة أفعل، والصواب راعه يروعه وهو أمر رائع. وهذا في كلامهم باب واسع نذكر منه ما يحضرنا في هذا المقام.
يقولون: أسأت الرجل أي: فعلت به ما يكره، وهو خلاف سررته، فيزيدون في أوله همزة، والصواب سؤته بالمجرد، وأما أسأت فهو خلاف أحسنت؛ تقول: أساء الرجل العمل: إذا جاء به سيئا، وقد أساء إلى فلان: إذا أتى في حقه فعلا سيئا، كما تقول: أذنب إليه وأجرم إليه.
Shafi da ba'a sani ba