وهذا مأخوذ من قول السراج الوراق يذكر ولده:
فما قال لي: أف في عمره
لكوني أبا ولكوني سراجا
ولا يخفى ما فيه مع ذلك من لطف الاقتباس.
ويقولون: احتاطوا المدينة يعدونه بنفسه أيضا. والصواب احتاطوا بها؛ يتعدى بالباء، مثل أحاط الرباعي.
ومثله قولهم: هذا أمر يأنفه الكريم، والصواب يأنف منه. وقد جاء من هذا قول لسان الدين بن الخطيب:
قالوا لخدمته دعاك محمد
فأنفتها وزهدت في التنويه
ويقولون: استأسر العدو كذا من الجيش؛ يعنون أسر. وإنما يقال: استأسر الرجل بمعنى استسلم للأسر؛ فالفعل لازم لا متعد. وقد جاء مثل هذا في تاريخ أبي الفداء، ومنه قوله في حوادث سنة ثمان وخمسين وستمائة: وقتل مقدمهم كتبغا واستؤسر ابنه. ومثله في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباتة في الكلام عن الإسكندر: أصبح مستأسر الأسرى أسيرا. قال في لسان العرب: أسرت الرجل أسرا وإسارا فهو أسير مأسور ... وتقول: استأسر لي؛ أي: كن أسيرا. ا.ه.
ويقولون: هذا الأمر يمس بكرامتي، ولا معنى لهذه الباء؛ لأن الفعل متعد بنفسه، والصواب يمس كرامتي.
Shafi da ba'a sani ba