Harshe, Addini, da Al'adu a Rayuwar 'Yanci
اللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال
Nau'ikan
إن الرياء في الدين باب إلى الخراب؛ لأنه يروض الناس على التكلف والافتعال فيما يأخذون وما يدعون، ويوحي إليهم أن المراوغة لباقة وذكاء.
أنا أشتهي أن أومن، ولكن الشوق يخمد في قلبي كلما تذكرت أعمال المرائين.
أليس من الحق، أيها الناس، أن الصراحة في زماننا خلق بغيض، وأن النفاق يسمو بصاحبه أحيانا إلى أرفع الدرجات، وأن المداهنة أصبحت أمضى سلاح؟
تلك بلية خلقية نشير إليها كارهين؛ لأنها تهدم قواعد الاستقلال، ونحن لا نذكر الاستقلال لاهين ولا عابثين، وإنما نغرم بالاستقلال؛ لأن فيه شرف الشعوب، ولن تشرف أمة تتغاضى عن أعمال المرائين.
ولست أوصي بإعلان الحرب على أهل النفاق، وإنما أوصي بالحذر منهم؛ لأنهم سوس الخراب في هيكل الاستقلال.
ومن واجب القائمين بالأمر أن يحذروا المنافقين؛ لأن النفاق خليق بأن يأتي على بناء الوطن من القواعد والعياذ بالله، وإنما أعني الرؤساء الذين يصغون إلى كل مرجف، ويصيخون إلى كل مشاء بنميم، أوصي بالحذر من مرضى الحذلقة والمراءاة وافتعال النزاهة والإخلاص، أوصي بالفرار من كل مخلوق لا يضحك إلا حين يبكي الناس، ولا يفرح إلا يوم يحزنون.
وإلى من أتوجه بهذا النصح؟
لست أدري والله إلى من أتوجه، فقد ساء ظني بأبناء الزمان، ولكن لا بأس من توجيه القول إلى من تفضلوا بدعوتنا إلى الكلام عن فضل الدين في بناء الاستقلال، ولا بأس من توجيهه إلى أعضاء لجنة التحكيم في المباراة الأدبية، فقد أغناهم الله من فضله، ورفعهم عن مذاهب الضعفاء، وكل رجل منهم يقدر بلا مشقة على حرب هذا الخلق الذي ينافي الدين الصحيح، ويهدم الاستقلال.
وليس من الفضول أن أتوجه إليهم بذلك، فقد دعونا إلى إبداء ما عندنا من آراء ومقترحات، ومن الفضل أن يصغى الآباء إلى الأبناء، وليس أمام الحق فاضل ومفضول.
22
Shafi da ba'a sani ba