92

Lubb Masun

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

Nau'ikan

وباعتبار جامع وطرفين = حسا وعقلا ستة بغير مين أقول: تنقسم الإستعارة باعتبار الجامع إلى قريبة وغريبة فالأولى ما كان الجامع فيها ظاهرا نحو رأيت أسدا يرمي ورأيت قمرا يقرأ والثانية ما كان الجامع فيها خفيا لا يدركه إلا الخاصة نحو: وإذا احتبى قربوسه بعنانه. البيت شبه هيئة وقوع العنان في موقعه من قربوس السرج ممتدا إلى جانبي فم الفرس بهيئة وقوع الثوب موقعه من ركبتي المحتبي ممتد إلى جانبي ظهره ثم استعار الاحتباء وهو أن يجمع الرجل ظهره وساقيه بثوب ونحوه لوقوع العنان في قربوس السرج فجاءت الاستعارة غريبة لغرابة الشبه وتنقسم الاستعارة أيضا باعتبار الطرفين والجامع إلى ستة أقسام لأن الطرفين إما حسيان أو عقليان أو الشبه حسي والمشبه به عقلي وعكسه فإن كانا حسيين فالجامع إما حسي نحو فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فإن المستعار منه ولد البقرة والمستعار له الحيوان الذي خلقه الله تعال من حلي القبط والجامع الشكل والجميع حسي وإما عقلي نحو وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإن المستعار منه كشط الجلد عن نحو الشاة والمستعار له كشط الضوء عن مكان الليل وهما حسيان والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر وإما مختلف كقولك رأيت شمسا وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة ونباهة الشأن وإن كانا عقليين فالجامع لا يكون إلا عقليا نحو من بعثنا من مرقدنا فإن المستعار منه الرقاد والمستعار له الموت والجامع بينهما عدم ظهور الفعل والجميع عقلي وإن كان المستعار منه حسيا والمستعار له عقليا فكذلك نحو فاصدع بما تؤمر فإن المستعار منه كسر الزجاجة وهو حسي والمستعار له التبليغ والجامع التأثير وهما عقليان أو عكسه نحو إنا لما طغى الماء فإن المستعار له كثرة الماء وهو حسي والمستعار منه التكبر والجامع الاستعلاء المفرط وهما عقليان. قال:

Shafi 95