قالوا: ولا يجوز عطف الفعل على الاسم ، وأما قوله تعالى : } أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن }(291) ، فتقديره : صافات وقابضات ؛ لأن الفعل المستقبل يضارع اسم الفاعل في المعنى؛ لاشتراكهما في الحال(292) . ولذلك سمي مضارعا ، يعني مشابها ، فتقول : رأيت زيدا يصلي ورأيت زيدا مصليا بمعنى واحد ، والله أعلم.
الباب السادس : في بيان الأربعة أبواب الخارجة عن الإعراب
وهي : باب العدد ، وباب الجمع ، وباب التصغير ، وباب النسب .
وقد ذكرناها في أربعة فصول :
الفصل الأول في بيان العدد :
أعلم أن للعدد أربع مراتب : آحاد ، وعشرات ، ومئات ، وألوف ، وما جاوزها فهو مكرر .
والآحاد: ما دون العشرة عندهم ، وعدد المذكر يكون بالهاء من الثلاثة إلى العشرة ، وعدد المؤنث يكون بغير الهاء من الثلاثة إلى العشرة ، فيقال: ثلاثة رجال(293)، وخمس نسوة ، وعشرة أبواب ، قال الله تعالى : } سبع ليال وثمانية أيام حسوما }(294) .
وأما من [ الثلاثة إلى العشرة ] (295) ، فيضاف إلى جمع القلة ، نحو : أفعلة ، وأفعل ، [ وأفعال ](296) ، ثم فعلة.
فتزن جمع الجمع بهذا الميزان ، تقول : خمسة أكلب ، وثلاثة أجمال ، وسبعة أرغفة وعشرة صبية(297) .
واعلم أن الواحد والاثنين لا يضافان إلى المعدود ، ولكن يجعلان صفة له ، فتقول في المذكر : جاءني رجل واحد ورجلان اثنان ، وفي المؤنث : امرأة واحدة(298) ، وامرأتان اثنتان .
وأما [ ما فوق العشرة إلى تسعة عشر ] (299) فتجعل العددين اسما واحدا وتبنيهما على الفتح في كل حال إلا(300) اثنى عشر رجلا ، فإن اثنى تختلف(301) للزوم التثنيه له ، تقول: أحد عشر رجلا ، وإذا عددت المذكر ألحقت الهاء بأول العدد وأسقطتها من الثاني ، فتقول: ثلاثة عشر رجلا ، وخمسة عشر غلاما ، وتسعة عشر ثوبا.
وإذا عددت المؤنث أسقط الهاء من الأول وألحقها بالثاني على عكس المذكر ، فتقول: ثلاث عشرة امرأة ، وخمس عشرة جارية ، وتسع عشرة سنة ، فإذا بلغت العشرين استوى المذكر والمؤنث في العقود ، نحو : عشرون رجلا وعشرون امرأة ، وكذلك ثلاثون وأربعون إلى المائة.
Shafi 29