Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
سمعنا به والأرحبي المغلب
فقال: " به " بعد قوله: " أنت " و " كنت ".
و " إياك " واجب التقديم على عامله؛ لأن القاعدة أن المفعول به إذا كان ضميرا - لو تأخر عم عامله - وجب اتصاله ووجب تقديمه.
وتحرزوا بقولهم: " لو تأخر عنه وجب اتصاله " ، من نحو: " الدرهم إياه أعطيتك " لأنك لو أخرت الضمير هنا فقلت: " الدرهم أعطيتك إياه " لم يلزم الاتصال، لما سيأتي بل يجوز: " أعطيتكه ".
فصل في معنى العبادة
قال ابن الخطيب رحمه الله تعالى: العبادة عبارة عن الفعل الذي يؤتى به لغرض تعظيم الغير، من قولهم: طريق معبد، أي: مذلل، فقوله: إياك نعبد ، معناه: لا أعبد أحدا سواك، ويدل على هذا الحصر وجوه:
فذكر من جملتها: تسمية الله، والرب، والرحمن، والرحيم، ومالك يوم الدين، وكونه قادرا بأن يمسك السماء بلا إعانة، وأرضا بلا دعامة، ويسير الشمس والقمر، ويسكن القطبين، ويخرج من السماء تارة النار؛ وهو البرق، وتارة الهواء؛ وهو الريح، وتارة الماء؛ وهو المطر.
وأما في الأرض فتارة يخرج الماء من الحجر؛ وتارة يخرج الحجر من الماء؛ وهو الجمد، ثم جعل في الأرض أجساما مقيمة لا تسافر؛ [وهي الجبال]، وأجساما مسافرة لا تقيم؛ وهي الأنهار، وخسف بقارون فجعل الأرض فوقه، ودفع محمدا - عليه الصلاة والسلام - إلى قاب قوسين، وجعل الماء نارا لى قوم فرعون؛ لقوله:
أغرقوا فأدخلوا نارا
[نوح: 25]، وجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم - عليه السلام - ورفع موسى - عليه السلام - فوق الطور، وغرق الدنيا من التنور، وجعل البحر يبسا لموسى - عليه الصلاة والسلام - فهذا من أداة الحصر.
Shafi da ba'a sani ba