Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
[الفتح: 15]، فثبت أن القصد إلى تكوين ما أخبر الله عن عدم تكوينه قصد لتبديل كلام الله، وذلك منهي عنه.
ثم ها هنا أخبر الله - تعالى - عنهم أنهم لا يؤمنون ألبتة، فمحاولة الإيمان منهم تكون قصدا إلى تبديل كلام الله، وذلك منهي عنه وترك محاولة الإيمان يكون - أيضا - مخالفة لأمر الله، فيكون الذم حاصلا على الترك والفعل. فهذه هي الوجوه المذكورة في هذا الموضع وهي هادمة لأصول الاعتزال، وكل ما استدل به المعتزلة من الآيات الواردة، فيأتي الجواب عنها عند ذكر كل آية منها إن شاء الله تعالى.
[2.7]
اعلم أنه - تعالى - لما بين في الآية الأولى أنهم لا يؤمنون أخبر في هذه الآية السبب الذي لأجله لم يؤمنوا وهو الختم.
واعلم أن الختم والكتم أخوان وهو: الاشتياق بالشيء بضرب الخاتم عليه كتما له وتغطية؛ لئلا يتوصل إليه، ومنه: الختم على الباب.
" على قلوبهم " متعلقة ب " ختم " ، و " على سمعهم " يحتمل عطفه على " قلوبهم " ، وهو الظاهر، للتصريح بذلك، أعني: نسبة الختم إلى السمع في قوله تعالى:
وختم على سمعه
[الجاثية: 23] ويحتمل أن يكون خبرا مقدما، وما بعده عطف عليه.
و " غشاوة " مبتدأ، وجاز الابتداء بها لأن النكرة متى كان خبرها ظرفا، أو حرف جر تاما، وقدم عليها جاز الابتداء بها، [ويكون تقديم الخبر حينئذ واجبا؛ لتصحيحه الابتداء بالنكرة]، والآية من هذا القبيل، وهذا بخلاف قوله تعالى:
وأجل مسمى عنده
Shafi da ba'a sani ba