Lubab Fi Culum Kitab
اللباب في علوم الكتاب
و " بالأخرة " متعلق ب " يوقنون " ، و " يوقنون " خبر عن " هم " ، وقدم المجرور؛ للاهتمام به كما قدم المنفق في قوله:
ومما رزقناهم ينفقون
[البقرة: 3] لذلك، وهذه جملة اسمية عطفت على الجملة الفعلية قبلها فهي صلة أيضا، ولكنه جاء بالجملة هنا من مبتدأ وخبر بخلاف:
ومما رزقناهم ينفقون
[البقرة: 3]؛ لأن وصفهم بالإيقان بالآخرة أوقع من وصفهم بالإنفاق من الرزق، فناسب التأكيد بمجيء الجملة الاسمية، أو لئلا يتكرر اللفظ لو قيل: " ومما رزقناكم هم ينفقون ".
والمراد من الآخرة: الدار الآخرة، وسميت الآخرة آخرة، لتأخرها وكونها بعد فناء الدنيا.
والآخرة تأنيث آخر مقابل ل " أول " ، وهي صفة في الأصل جرت مجرى الأسماء، والتقدير: الدار الآخرة، أو النشأة الآخرة، وقد صرح بهذين الموصوفين، قال تعالى:
وللدار الآخرة خير
[الأنعام: 32] وقال:
ثم الله ينشىء النشأة الآخرة
Shafi da ba'a sani ba