Lubab Fi Culum Kitab

Ibn Cadil Hanbali d. 880 AH
190

Lubab Fi Culum Kitab

اللباب في علوم الكتاب

و " ما " الثانية وصلتها عطف " ما " الأولى قبلها، والكلام عليها وعلى صلتها كالكلام على " ما " التي قبلها، فتأمله.

واعلم أن قوله: " الذين يؤمنون بالغيب " عام يتناول كل من آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام، سواء كان قبل ذلك مؤمنا بموسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو لم يكن مؤمنا بهما، ثم ذكر بعد ذلك هذه الآية وهي قوله:

والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك

[البقرة: 4] يعني: التوراة والإنجيل؛ لأن في هذا التخصيص مزيد تشريف لهم كما في قوله:

وملائكته ورسله وجبريل وميكل

[البقرة: 98]، ثم في تخصيص عبد الله بن سلام، وأمثاله بهذا التشريف ترغيب لأمثاله في الدين، فهذا هو السبب في ذكر هذا الخاص بعد ذكر العام.

و " من قبلك " متعلق ب " أنزل " ، و " من " لابتداء الغاية، و " قبل " ظرف زمان يقتضي التقدم، وهو نقيض " بعد " ، وكلاهما متى نكر، أو أضيف أعرب، ومتى قطع عن الإضافة لفظا، وأريدت معنى بني على الضم، فمن الإعراب قوله: [الوافر]

132- فساغ لي الشراب وكنت قبلا

أكاد أغص بالماء القراح

وقال الآخر: [الطويل]

Shafi da ba'a sani ba