الباب السابع
في الإستماحات والشفاعات وما يشاكلها
التشبيب بمدح المسؤول
سيدي أول المحاسن واخرها، ومورد المكارم ومصدرها، فعافيه مستغن عن الوسائل أن يمهدها، غير محتاج إلى الذرائع أن يؤكدها، لفواضل مولاي مواد لا تتقطع، وسحائب لا تتقشع. فالله يحرس أيامه ولا يعدم منتجعيه إنعامه، من خدم الأمير يوما من عمره بل ساعة من دهره، فقد اعتصم بالعروة الوثقى، وأصبح من النوائب في حمى الأمير، ملجأ العفاة الذي إليه يفزعون، وفناه ينتجعون، فهم فيه بين جاه لا يبخل ببذله، ومال يسمح بفضله، مولاي علم في المكارم يقف عليه الطالع وتشير إليه الأصابع، معهود النيل مألوف الفضل، عذب الورد، قريب الشرب فالامال كيف تصرفت انتهت إليه، ووقفت عليها فيتلقاها بتحقيق، ويقابلها بتصديق مولاي قبلة كرم يصلي إليها أبناء الرغائب، وكعبة يحجها ذوو المطالب، الجميل من مولاي معتاد، وتفضله مبدأ ومعاد، جوار مولاي حرم، وقرى أضيافه كرم، من طلب الري من الفرات لم يخش الظمأ في ورده، ومن قصد الكريم برجائه، لم يحاذر الخيبة في قصده، الوارد على البحار لا يخشى عطشا، والوافد على الكرام لا يعدم منتعشا، الحاجة إليه فقد عرضت لبعضي إلى كلي قد مهد الله حالي ومحلي مولاي.
Shafi 75