وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. قالوا: يا رسول الله، وما حق الجار على الجار؟ قال: إن سألك فأعطه، وإن استعانك فأعنه، وإن استقرضك فأقرضه، وإن دعاك فأجبه، وإن مرض فعده، وإن مات فشيعه، وإن أصابته مصيبة فعزه، ولا تؤذه بقتار «١» قدرك إلا أن تغرف له منها، ولا ترفع عليه البناء لتسد عليه الريح إلا بإذنه» عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: «جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أوصني. قال: عليك بتقوى الله، فإنه جِماع كل خير، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الاسلام؛ وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نور في الأرض وذكر لك في السماء؛ واخزن لسانك إلا من خير، فإنه بذاك تغلب الشيطان «٢»» وعن أبي أمية، قال: سألنا أبا ثعلبة الخشني ﵀، فقلنا: كيف نصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ، لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
[المائدة: ١٠٥]؛ فقال: أما والله لقد سألت عنها خبيرًا. سألت عنها رسول الله ﷺ فقال: «نعم؛ ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر؛ حتى إذا رأيتم شحًا مطاعًا، وهوىً متبعًا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرًا لا يدان لك به، فعليك بنفسك، ودع أمر العوام، فإن من ورائكم أيامًا، الصابر «٣» فيهن مثل القابض على الجمر، للعامل فيهن
1 / 9