314

Lubab Adab

لباب الآداب

Editsa

أحمد محمد شاكر

Mai Buga Littafi

مكتبة السنة

Bugun

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Inda aka buga

القاهرة

[٣٣: ٥٣]) . وحياء خشية، كعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه حين سأل المقداد حتى سأل النبي ﷺ عن حكم المذْي، لمكان فاطمة ﵂ منه. وحياء الاستحقار، كموسى ﵇، إذ قال: إنه لتعرض على قلبي الحاجة فاستحيي أن أسألكها يا رب، فقال الله ﷿: سلني حتى ملح عجينك وعلف شاتك. وحياء الإنعام، وهو حياء الرب ﵎، يدفع إلى العبد كتابًا مختومًا بعد ما عبر على الصراط، فإذا فيه: «فعلت ما فعلت، ولقد استحييت أن أُظهر عليك، فاذهب فأني قد غفرت لك» .
قالت الحكماء. الحياء هرب النفس من الملامة.
وقالوا: خوف المستحي من تقصير يقع به عند من هو أفضل منه، وليس يوجد إلا فيمن «١» كانت نفسه بصيرة بالجميل عن عيبه عنه «٢» .
وقالوا: كفى بالحياء على الخير دليلًا، وعن السلامة مخبرًا، ومن الذم مجيرًا.
وقالوا: الحياء تمام الكرم، وموطن الرضى، وممهِّد الثناء، وموفر العقل، ومعظِّم القدر، وداعٍ إلى الرغبة.
قال الشاعر:
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاءُ «٣»
يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ ... ويبقى العود ما بقي اللّحاء «٤»

1 / 284