155

Logical Fallacies

المغالطات المنطقية

Mai Buga Littafi

مؤسسة هنداوي

Inda aka buga

٢٠١٩ م

Nau'ikan

ومن الاستخدامات المأثورة للاشتراك قول الإمام الشافعي: «ما جادلتُ عالمًا قَطُّ إلا غَلَبته، وما جادلتُ جاهلًا قط إلا غَلَبَني!» (^١) ومنها: «دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة.» «من الفن ألا يظهر الفن!» (حيث كلمة «فن» الأولى تعني art وكلمة «فن» الثانية تعني الصنعة techne). ليس الاشتراك بحد ذاته مغالِطًا، غير أنه يَبقَى شَرَكًا لغويًّا منصوبًا يجعلنا عرضةً للوقوع في المغالطة، وذلك حين ينجح الاشتراكُ في أن يجعل الحجةَ المغلوطة تبدو حجةً صائبة. (٢) التشابه (التباس المبنَى/ اشتراك التركيب) Amphiboly من الحيل المألوفة للعرافين أن يقدموا تنبؤاتهم بطريقةٍ غامضة تجعلها عصيةً على الإخفاق، تجعلها غير قابلة للدحض. كارل بوبر تُعد العبارة «متشابهة» amphibolous إذا كان معناها غيرَ محدد، نتيجةً لتفكك مبناها وتعثر الطريقة التي تتضام بها ألفاظها، بحيث تكون قابلة، بسبب تركيبها، لأكثر من تفسير واحد، أي «حمالة أوجه»، (^٢) قد تكون العبارةُ المتشابهة صادقةً وفقًا لتأويلٍ معين، وكاذبةً وفقًا لتأويلٍ آخر، فإن أوردناها كمقدمةٍ على تأويل الصدق، واستخلصنا منها نتيجةً على تأويل الكذب، نكن قد وقعنا في «مغالطة التشابه» أو «الاشتباه» أو الالتباس النحوي أو التركيبي (التباس المبنى) amphiboly fallacy. من حِيَل المنجمين والكُهَّان منذ أقدم العصور أن يصوغوا تنبؤاتهم في صيغ «متشابهة» غامضة ملتبسة، بحيث تتملص من أيِّ شيء كان حقيقًا أن يُكذِّب التنبؤ لو أنه كان محددًا دقيقًا، إنها «خُدعٌ تحصينية» immunization stratagems تجعل

(^١) بمعنى أنني أغلب العالِمَ بالحجة والدليل، بينما يغلبني الجاهلُ بالصوت والمَحْك. (^٢) في المعجم الوسيط: المُتشابه النص القرآني يحتمل عدة معانٍ، غير أن الجرجاني يُعرِّف المتشابه تعريفًا ضيقًا فيقول «المتشابه (عند الفقهاء) هو ما خفِيَ بنفس اللفظ ولا يُرجَى دَركُه أصلًا، وضده المُحْكَم.»

1 / 173